بعيدًا عن موطنها المنتزعة منه في فترات الاحتلال، تقبع عشرات الآلاف من القطع التراثية والأثرية الإفريقية في متاحف أوروبا والولايات المتحدة، حاملة في قلبها جزءًا من الهوية الحضارية للبلد المأخوذة منه.
ومنذ نحو 50 عامًا تحاول البلدان الإفريقية استعادة تراثها، بجدوى أحيانًا ودون جدوى في أحيان أخرى، لتبقى أهم بعض القطع الأثرية بحوزة الدول الغربية شاهدة على ضياع إرث إفريقي مهم من موطنه.
أهم آثار إفريقيا في الغربة
في يوم الاحتفال بالتراث الإفريقي، تتعدد القطع الأثرية المهمة الموجودة في متاحف الدول الغربية، ومن أبرزها، حسب ما تذكره هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي" ما يلي:
حجر رشيد ورأس نفرتيتي من مصر
يعرض حجر رشيد صاحب الفضل في فهم حروف اللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" في المتحف البريطاني، منذ استيلاء الجنود البريطانيون عليه عام 1801 ونقله إلى بلدهم 1802
بينما يعرض التمثال الشهير لرأس الملكة المصرية "نفرتيتي" في متحف برلين بألمانيا.
وفي حين تطالب مصر بشكل دوري باستعادة قطعتها الأثرية، فإن الجانب الألماني دائمًا يماطل ممتنعًا عن رد أحد أهم القطع الأثرية المصرية لبلادها.
تمثال Bangwa Queen
تمثال كاميروني منحوت من الخشب يعده شعب البلد الإفريقي ممثلًا لقوة ملكتهم وصحة رعاياها، كما له أهمية مقدسة عند الكاميرونيين.
سُرق التمثال من موطنه عام 1899 وأخذه الألمان قبل استعمار الإقليم إلى بلدهم، وانتقل التمثال بين تجار القطع الأثرية حتى وصل إلى باريس، وكان يعرض في متحف Musée Dapper حتى أغلق في 2017.
بنين برونز
"بنين برونز" مجموعة من المنحوتات المعدنية النيجرية مصنوعة بدقة من النحاس والبرونز، وسرق المئات منها خلال حقبة الاستعمار تحديدًا في عام 1897. خلال حملة عقابية وحشية من قصر مملكة بنين، قبل أن تُباع لاحقاً في مزاد لإعادة تمويل الحملة العسكرية البريطانية، وتوزعت القطع بين البلدان الأوروبية منها ألمانيا وبريطانيا اللتان أعادتا بعض تلك القطع مؤخرًا.
كنوز Maqdala
تحتفظ بريطانيا بمئات القطع المنهوبة من كنور Maqdala الإثيوبية منذ عام 1868، وتشمل قطعًا ذهبية فريدة، وأجزاء من التراث الإثيوبي.
فيما تحاول إثيوبيا استرداد تلك القطع، ونجحت في إعادة بعضها، فإن بريطانيا لا تزال تحتفظ بالمزيد منها.
محاولة إعادة التراث
يتجدد خطاب إفريقيا بشكل دوري سواء فردي أو جمعي، لأوروبا بإعادة القطع الأثرية التراثية المسروقة من القارة والقابعة في متاحف الغرب.
الأمر الذي أكد عليه الاتحاد الإفريقي العام الماضي من خلال كلمة رئيسه، ماكي سال، في قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي المنعقدة في بروكسل.
وقال وقتها ، سال، إن إعادة القطع الأثرية المنتزعة من مواطنها، أولوية للاتحاد، لما تمثلة من مكانة هامة في الهوية الحضارية للدول الإفريقية.
وفي حين تنجح بعض المحاولات في رد المنهوب من التراث الإفريقي، فإن الغرب لا يزال بحوزته الكثير من القطع المنتظرة وقت عودتها لأوطانها.