دفع قرار منتجي "أوبك بلس" بخفض الإنتاج منذ بداية مايو الحالي المحللين بأن يتوقعوا ارتفاع أسعار النفط عند حدود الـ 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام الجاري، لكن ركود الأسعار يشير الآن إلى فجوة أعمق بين العرض والطلب، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه. وأضافت الشبكة: "تراجعت أسعار النفط لتصل إلى عتبة الــ80 دولارًا للبرميل وأقل، بعدما أعلن أعضاء تحالف أوبك بلس عن خفض أحادي بإجمالي 1.6 مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام الجاري". دفعت انخفاضات الإنتاج بعض المحللين إلى القول بأن ذلك سيعمل على رفع الأسعار فوق الـ100 دولار، حيث عدل بنك "غولدمان ساكس" توقعاته لخام برنت بمقدار 5 دولارات للبرميل إلى 95 دولارًا للبرميل في ديسمبر 2023. لكن هذه التوقعات لم تظهر مباشرة، حيث ذكر المحللون أن الاضطرابات المالية أعاقت حتى الآن هذه التوقعات الصعودية، حيث طغت مخاوف الركود على عوامل العرض والطلب. قالت هيليما كروفت، المديرة في شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" : "يراهن الناس على إعادة فتح الصين وانتعاش نشاطها". خفضت بكين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، مشترياتها العام الماضي وسط قيود صارمة تحسبًا لموجات تفشي كورونا، متبعة سياسة ”صفر كوفيد” التي قللت الطلب بشدة على الوقود. وأشارت كروفت إلى أن الصين، رأت أنه من الأفضل أن ترفع يديها عن التدابير المتعلقة بالوباء تدريجيًا منذ نهاية العام الماضي، ليعود الطلب المحلي على النفط، ولكن بوتيرة "هادئة" أكثر. وتابعت "لا يزال الناس متفائلين حول الأسعار في النصف الثاني من العام". قال فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في شركة "كابلر"، لشبكة سي إن بي سي، أن أسعار النفط تسبب حالة من المعنويات السلبية. أضاف: "ما زلنا نرى شهري يوليو وأغسطس أضيق الشهور في عام 2023، حيث يتجاوز الطلب العرض بنحو مليوني برميل يوميًا، وبالتالي فإن الاتجاه العام لا يزال كما هو". ولفت إلى أن العقود الآجلة للنفط تعافت من حالة الذعر المصرفي الذي كانت عليه الأسواق في شهر مارس، وبالتالي فإن الاعتقاد بأن الأسعار سترتفع أمر مشترك في السوق على نطاق واسع. وينتظر السوق إشارات ملموسة لزيادة الطلب، لكن الأمور تشير إلى وجود هوامش تكرير ضعيفة بشكل عام في آسيا و دورة طلب ضعيفة. وقال محللون ، إن إعادة فتح الصين لأسواقها يتم أخذها في الاعتبار وفق الأسعار الحالية، مع اغفال أن كثير من احتياجات بكين يتم تلبيتها ببساطة عن طريق النفط الروسي. قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الأربعاء، في تصريحات نقلتها رويترز ، إن موسكو غيرت مسار 20% من النفط الذي قدمته لأوروبا إلى أسواق أخرى مثل آسيا. تشير بيانات كابلر، إلى أن متوسط واردات الصين من النفط الخام الروسي بلغ 1.59 مليون برميل يوميًا في مارس، بزيادة 68٪ عن نفس الفترة في عام 2022. ويقول كروفت إن المشترين الصينيين كانوا "مستفيدين من سياسات العقوبات" من غير المرجح أن يصل سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل قبل نهاية العام، كما يرى محللون. مع استقرار الأسواق وبالاقتراب من رقم 80 دولارًا للبرميل.