سجَّلت القوات البحرية السعودية، والقوات المسلحة عمومًا، تاريخًا جديدًا مجيدًا، حاز إعجاب العالم، بالمشاركة في الإجلاء البحري لآلاف الذين انقطعت بهم السبل في السودان، وواجهوا مصيرًا غامضًا، فامتدت لهم يد الخير والإنقاذ بكرم وشهامة أصيلة تمتزج بجيناتنا. وهذه أسمى الإنجازات وأغلى الهدايا والفوز العظيم.
السعودية مملكة الإنسانية وإغاثة الملهوف ووطن المستجير. منذ تأسيسها وهي وجهة للمستجير السياسي الذي يطلب الأمان، والمروع (لاجئ الحروب) الذي يطلب السلام، وللطامح لبناء المستقبل (للعمل) وللفقراء في العالم الذين استبد بهم العوز، وضحايا الكوارث والحروب في أنحاء الخريطة العالمية المضطربة بالشرور ونيران الفتن والحروب وصروف الدهر.
وهذه المناقب ليست ادعاء، بل سجلها التاريخ بحروف من ضياء. فعلى مدى عقود، وحينما تشتد أزمة في الوطن العربي وتستبد الهموم بالعوزَى والمحزونين، وتهددهم ظلمات الفتن وأخطار الموت، ترفع الأصوات بالنداء إلى ملك السعودية، أملًا أن تمتد أيادي السلام والخير والسلوى. وهذا شعور راسخ في وجدان كل عربي تقريبًا.
في الأيام الماضية، تسيّد أفراد القوات البحرية والقوات المسلحة، رجالًا ونساءً، المشهد العالمي؛ إذ واصلوا الليل بالنهار، في السفن وفي الموانئ، في البحر والبر، لأجل استقبال الهاربين من جحيم الحرب في السودان؛ ليقدموا لهم اليد العون والمساعدة والمواساة، واعتناءً خاصًّا بالمرضى والمقعدين والأطفال والنساء، بإخلاص وتفانٍ وترحيب حار. فكانوا نِعم المُعين، ونِعم المضيفين، ونِعم البذل. فحازوا فخر المواطنين واحترام العالم.
وتداول العالم، في الشبكات الاجتماعية والصحف والقنوات التليفزيونية صور الرحمة والترحيب والكرم السعودي.
وحاز الاستقبال الحار والسرعة بإنهاء إجراءات النقل والدخول، والكرم، على إعجاب ورضا آلاف الذين حالفهم الحظ بالوصول إلى المملكة.
وشارك آلاف من أبناء القوات البحرية والقوات المسلحة والجوازات وحرس الحدود، بهذه المهمة العظيمة، ورفعوا اسم بلادنا عاليًا. لينجزوا توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، بأفضل ما يمكن لخدمة الإنسانية.
تحية لهم، وتحية للقيادة الرشيدة الحكيمة، المبادرة لخدمة الإنسان وإغاثة الملهوف وأمن الخائفين.
هذه بلادنا، وهؤلاء نحن، سبّاقين للخير، ومنّاعين للشر، عبر السنين والحقب والتاريخ.
• وتر
وطن البهاء.. الثرى.. والسماوات..
سواعد تبذل الحياة والأمل.. في الليل والفجر..
في الموج والشاطئ ومفاوز الدنيا والمسافات..
@malanzi3