تذكر الروايات أن أحد المشايخ حفّظ تلميذه مئات الأحاديث المنسوبة للنبي «عليه الصلاة والسلام»، وبعد أن تأكد أنه أتقنها قال له (جميعها موضوعة)؛ بهدف تحذيره وتنبيهه من تلك الروايات المكذوبة على نبينا الكريم، وحتى يكون على اطلاع وعلم لكي لا يعلّم تلاميذه مستقبلاً تلك الأحاديث، ويوجد الكثير من الأحاديث التي لم تثبت صحتها أو سندها ضعيف أو غيره من مآخذ يعلمها المطلعون بعلم الحديث، ولكن عامة الناس ربما ينطوي عليهم البعض منها على اعتبار أنها صحيحة ويتعاملون معها على هذا الأساس، ولدينا الكثير من الشواهد التي تدل أننا تعاملنا مع العديد من تلك الروايات على أنها لا خلاف عليها ليتبيّن لدينا عكس ذلك مع الوقت مثل أحاديث ما يقال عند إفطار رمضان أو ما يتعلق بالأضحية أو غيرها من مناسك وعبادات تتطلب التأكد من صحة هذه الأحاديث.
ربما يقول البعض نستطيع الرجوع إلى تويتر وغيره من وسائل التواصل للبحث ـ وهذا صحيح ـ ولكن مَن يضمن هذا الموقع أو ذاك لوجود التدليس والتحريف في تلك المواقع بكثرة، ولذلك وجود جهة موثوقه تقوم بعمل (كتيب) عن الأحاديث الموضوعة على نبينا الكريم يعتبر عملًا جليلًا وعظيمًا لتصحيح الكثير من الأخطاء التي نقع فيها بجهل وعدم قصد، على أن يقتصر ذلك الكتيب على تلك الأحاديث المشهورة والمتداولة بين الناس بكثرة، بحيث يستطيع من ـ شك ـ في بعض الأحاديث أن يرجع لذلك الكتيب بكل سهولة، ويكون حجمه صغيرًا؛ ليسهل حمله في الجيب أو غيره.
أتمنى من علمائنا الأفاضل أو بعض الجمعيات المهتمة أن تنظر لهذا الاقتراح بشكل جدّي ليظهر للنور؛ ليستفيد منه جميع المسلمين «بإذن الله»، ومن غير بلاد الحرمين التي تستطيع فِعل ذلك التي عوَّدتنا على الكثير من المبادرات التي تصب في صالح المسلمين.
ذكر لي بعض الأصدقاء قولًا منسوبًا لنبينا الكريم «عليه الصلاة والسلام» ـ يعتقد الكثير صحته ـ وهو (يأتي زمان على أمتي يكون فيه هلاك الرجل على يد زوجته وولده) على اعتبار أنهم يكلفونه ما لا يطيق، وهذا حديث ضعيف.. وقِس على ذلك الكثير.
كتيب (حصن المسلم) للشيخ سعيد القحطاني حقق انتشارًا كبيرًا؛ لأنه تطرّق لمواضيع تهمّ الناس في دينهم ومعاشهم وحياتهم مع سهولة حمل الكتيب وصغر حجمه، أعتقد أن الحاجة ملحَّة لوجود كتيب مماثل يتحدث عن الأحاديث الموضوعة على نبينا الكريم والتحذير منها حتى تتحقق الفائدة للجميع «بإذن الله».
@almarshad_1