الحرب على المخدرات هي بالتأكيد وجه آخر من عناية بلادنا وقيادتها بالإنسان وحرصها على سلامته وأمنه وحمايته من كل ما يمكن أن يسبب له الضرر، وهي كذلك تتصدى لمحاولات إيذاء المواطنين خاصة الشباب واستهدافهم بهذه الآفة مما يحقق لجهات عديدة لا تُضمر الخير للوطن وأهله من جهة، ومن عصابات لا همّ لها إلا الكسب الحرام على حساب أمن الناس وراحتهم وصحتهم، وكلا الفريقين هما أعداء للإنسانية كلها وليس للوطن فحسب.
ولم تكن هذه الحملة هي الأولى من نوعها، فجهود مكافحة هذه الآفة هي جهود ممتدة منذ سنوات تتولاها جهات أمنية مسؤولة تتصدى كل يوم لمحاولات المهربين إدخال أنواع من المخدرات عبر كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية إن استطاعت، وتقف وراءها عصابات وأفراد، وأحيانًا دول ومنظمات معادية، وتحرز جهود المكافحة نجاحات متتالية، والحمد لله تتمثل في اكتشاف مئات المحاولات والقبض على مَن يقف وراءها، وتطبيق الحدود الشرعية والأنظمة الوطنية والدولية تجاه مَن يروّجها، كما تتزامن هذه الجهود مع جهود مراكز وجهات وطنية لمساعدة من يُبتلى بإدمان هذه الآفة على التخلص منها، والعودة إلى الاندماج في المجتمع ليعيش حياة سوية هانئة.
الحرب على المخدرات تكتسب أهمية قصوى للقضاء على هذا الخطر الذي يهدد حياة وسلامة الآلاف من المواطنين والمقيمين، خاصة الشباب منهم وهي إجراءات أمنية تعززها جهود الوقاية من هذا الخطر، ومراكز تتولى إجراء البحوث العلمية والدراسات الميدانية التي تخرج بالنتائج والتوصيات والحلول التي تكفل الحد من آثارها والوقاية منها مثل مراكز مكافحة السموم، وهي منشآت طبية متخصصة تتوزع في كافة أنحاء المملكة قادرة على تقديم النصائح، وعلى المساعدة الفورية مباشرةً أو عبر الهاتف عند التعرض لمواد سامة أو خطيرة، وكذلك فإن منها الجمعية السعودية الخيرية للوقاية من السموم (سموم)، والمركز الوطني لمعلومات الأدوية والسموم ومركز السموم بوزارة الصحة التي تقدّم هذه الخدمة، إضافة إلى ما تقدّمه عند تعرّض الإنسان إلى خطر أنواع السموم، وفي الوقت الذي تشدد فيه العقوبات على المهربين والمروّجين والتجار، فإن الأيدي الحانية تمتد إلى مَن يبتلى بإدمان هذه الآفة، ويتقدم لمراكز المكافحة طواعية أو بمساعدة أسرته لإنقاذه وإصلاحه، وإعادة دمجه في المجتمع دون تحمّل أية مسؤوليات أو عقوبات، مما أدى والحمد لله إلى نجاة الآلاف ممن ابتلوا بهذا البلاء، ومع كل هذه الجهود المباركة، فإن دور الأسرة والمجتمع والمدرسة، والمسجد والأندية والجمعيات الأهلية والثقافية والصحافة والإذاعة وغيرها، يظل دورًا وطنيًّا وإنسانيًّا ضروريًّا لدعم جهود الدولة ومؤسساتها الأمنية والصحية والتوعوية لمواجهة هذا الخطر الذي لا تقل شروره عن غيره من الأخطار التي يحاول ضعاف النفوس أن يلحقوها بالوطن والمجتمع «لا قدر الله».
@Fahad_otaish