لا أبالغ إذا قلت إن السودان حبيب جميع الشعوب، وشعب المملكة العربية السعودية بصورة خاصة، فما وجدنا من الشعب السوداني إلا طيب المعشر ودماثة الخلق وحسن المنطق والمستوى العلمي المميز، وقد حظينا بهم في هذا الوطن معلمين وأطباء وشركاء في الرقي بالمملكة العربية السعودية، مركز العروبة والإسلام.
وقد قال الشاعر السوداني محمد عثمان في قصيدته أنا سوداني أنا، وكأنه يتحدث بلسان السوداني والسعودي وكل عربي:
كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن
نتغنى بحسنه أبدا دونه لا يروقنا حسن
حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن
نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن
خير هذي الدماء نبذلها كالفدائي حين يمتحن
بسخاء بجرأة بقوى لا ينأى جهدها ولا تهن
تستهين الخطوب عن جلد تلك تنهال وهي تتزن
وقال عن السودانيين وهو يتحدث بلسان إخوانه:
أيها الناسُ نحن من نفرٍ عمّروا الأرض حيثما قطنوا
يذكر المجد كلما ذُكروا وهو يعتز حين يقترن
حكّموا العدل في الورى زمناً أتُرى هل يعود ذا الزمن
ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حِطّة ولا درن
ولذلك فالحملة التي وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، وولي عهده الأمين «سدّده الله» بإطلاقها من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة 100 مليون دولار، وتنظيم حملة شعبية عبر منصة ساهم لتخفيف آثار الأوضاع التي يمر بها السودانيون، هي محل استشعار من كل مواطن ومواطنة، وهي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة من وطن الخير والعطاء، الذي لم يتوقف عطاؤه يومًا لأشقائه، بل لم يتوقف عطاؤه حتى للبعيد، فالمملكة قائدة خير وعطاء للعالم أجمع، ولله الحمد والفضل.
السودان في قلوبنا؛ لأننا نعرف مَن هي السودان، وماذا تحمل قلوب السودانيين تجاهنا، ونسأل المولى أن يزيل الغُمّة وتعود السودان كما عرفناها بلدًا للأمن والسلام والعطاء.
@shlash2020