يوم ولادتك يوم له تقدير عظيم، فهو اليوم الذي تنفّست أول أنفاسك في عالم مليء بالبشر، وهو اليوم الأول الذي أصبح حولك بشر كثير، طبيب وممرضة ووالدك، وكثيرًا تستمع لهم يهنئون بقدومك بعد أن كنت في عالم ثنائي أنت وأمك، في جسدها تحيا، تغفو وتصحو على نبضات قلبها وتستمع لحديثها وسرها وأسرارها، وتنفرد بلمساتها عندما تتلمس بطنها، ورغم ذاك العازل الرقيق تشعر بلماستها تداعب روحك بكل فرح وتقدير، هو اليوم الأول الذي تكون الأصوات فيه قريبة منك، ويتداخل معها صوت أمك، وهو اليوم الأول الذي فيه تختبر تقلبات الهواء وترتدي الثياب وتتعطر بمسك وزهر وتتطيب ثيابك ببخور، هو اليوم الأول الذي تتنقل به محمولًا بين الأيادي، وتنهمر عليك القُبَل، وهو اليوم الأول الذي تبكي فيه دون أن يُسكتك أحد، تتوقف أنت متى تشاء، وتطلب طعامك فتلبى احتياجاتك، وقتما تشاء تغفو، تنام، تصحو دون ميعاد لا تأبه بالوقت صباحًا كان أو مساء، تتجاهل الوقت والفصول، وتبتسم إن رأيت من يُضحكك دون حدود، لا تجامل ثقيل دم لا تتقبله، تبكي إلى أن ينتشلك منه حبيبي أو لطيف، تتبسم في منامك وتصحو وتبكي على كابوس، ولا ترغم على حكي حلمك أو البحث له عن تفسير، هو يوم تبدأ فيه المعجزات، وتتوالى، وهو اليوم الذي فيه أصبحت رقمًا يُحسب ويُحصى في عالمنا الكبير، يوم ولادتك هو حدث سعيد، يجب أن تقدّره، فقد مَنّ الله عليك بأن تحيا ووهبك الحياة، وجعلك مخلوقًا بصفة إنسان، فيا له من نعيم ونعمة تستوجب شكرًا عظيمًا، في يوم مولدك أهدِ نفسك عبارات جميلة وابتَع لها هدية أنيقة مضمونها لا يكون بالثمن، بل بالمعنى العظيم «أنت تهدي نفسك؛ لأنك وُلدت في هذا اليوم الذي يجب أن تعتبره مميزًا جميلًا».
هدايا أحبابك وأقاربك وأصحابك ترافق ذاك اليوم المجيد، تزول الهدايا أو بعضها وتبقى بطاقة كُتبت لك، تفهم أنت أنها إرث جميل، واكب حياتك سنة بسنة فتحفظها كلها أو بعضها في صندوق مزخرف جميل، تعود له بين حين وحين، وتبقى بطاقاتك لنفسك - التي تخيّرتها بعناية وكتبتها بخط جميل يحمل معاني الاحترام والحب والتقدير، محفوظة كلها في زاوية من ذاك الصندوق الأنيق - دلالة على أنك كل عام تقدّر وجودك في الحياة بشكل كبير.
• بطاقة تقدير
نفسي الغالية أحب أن أصحبكِ في دروب الحياة نسير لا يفرقنا أي شيء ويجمعنا كل شيء، كل عام وأنتِ بخير.