التعامل مع الناس فن، وقلة من يتقن ويعرف هذا الفن..
في تعاملك مع الناس اجعل بينك وبينهم شعرة معاوية، التي قال عنها رضي الله عنه: بيني وبين الناس شعرة....
هذه الشعرة تعني أن تمسك العصا من الوسط، فلا إفراط ولا تفريط..
وهذا الكلام لا ينطبق فقط على التعامل العملي، بل يمتد إلى مراعاة مشاعر الآخرين وأحاسيسهم...
احذر..
أن تجرح مشاعر أحد تحت بند: «كنت أمزح عليه».. «أفكره يمزح»... «هذا مزحي ومزحي ثقيل»!!
كن حذرا من نكئ جراح الناس الغائرة التي يتحاملون على أنفسهم لينسوها، ثم تأتي تذكرهم بجرح أو تحملهم على تذكر موقف حزين.. تحت بند: «ما فكرته يزعل»، «كنت أظن الوضع عادي»...
إياك أن تعكر مزاج شخص سعيد «ببجاحتك»!
إياك أن تجرح شخصا أمام أصدقائك بحجة «أنك ظريف»!
بالمختصر.. إن لم تدخل السرور على أحد، فلا تجلب لهم الهم، وإن لم تقدر على نفعهم فلا تضرهم.
لماذا أقول هذا الكلام؟!
أكثر الأمراض سببها نفسي وليس جسدي.. ونسبة الشفاء لأي مرض تتوقف على الحالة النفسية للإنسان.
ولأن الأذى النفسي أشد إيلاما من الأذى الجسدي، فالناس عادة ينسون ما يمر بهم من مواقف وأحداث ولكن لا ينسون أبدا آلامهم النفسية.
ولأن الإسلام يحض على مراعاة نفسيات الناس ويحرم العبث بها..
فجبر الخواطر عبادة، وإدخالك السرور على الناس أجر.. والكلمة الطيبة صدقة.. وعد النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.
إذا كانت الكلمة الطيبة صدقة فالكلمة السلبية سيئة وخطيئة..
رب كلمة لا نلقي لها بالا تجعل الإنسان سعيدا كل يومه.. كلمة إيجابية قد ترفع معنويات شخص..
وفي المقابل كلمة قد تعكر مزاجا، ورب كلمة أنهت حياة أحدهم.. كلمة قد تنتشل إنسانا من حالة حزن.. كلمة قد ترسم بسمة على محيا مهموم أرهقته الأحزان وشتتته الآلام.
إن الوجع النفسي أقسى من وجع البدن، والأذى النفسي أقسى من الأذى الجسدي يقول الشاعر:
جراحات السنان لها التئام
ولا يلتام ما جرح اللسان
وفي الختام..
ويل لكل شخص يرمي كلامه ويفلت لسانه على الناس دون حساب لكلماته سواء كان جادا أم مازحا، فيجلب لهم الهم ويضيق صدورهم بحجة المزاح الباهت أو الظرافة السامجة.. فمشاعر الناس يا سادة ليست لعبة نلهو بها.
قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
الكلمة الطيبة علاج تتداوى به الأرواح، والكلمة السيئة مرض يزيد الإنسان رهقا ووجعا.
ولكم تحياتي،،
@alomary2008