القمة العربية المنوي عقدها - بإذن الله - في المملكة العربية السعودية خلال أيام والتي دعا خادم الحرمين الشريفين الزعماء العرب لحضورها تكتسب أهمية بالغة لأسباب عديدة أهمها انعقادها في هذه الظروف التي تلم بأقطار الأمة جميعها والتي يكاد كل قطر من أقطارها يواجه فيها قضايا وأخطارا لا تهدده فحسب، بل تهدد أمن الدول العربية جميعها سواء كانت تلك التهديدات داخلية أو خارجية، فبالإضافة إلى قضية فلسطين التي مر عليها ما يزيد على 75 عاما فقد استجدت قضايا أخرى تهدد الأمن والاستقرار حتى لا يكاد بلد عربي واحد لا يواجه أخطارا تحدق به وبمستقبل أبنائه، مما يستدعي وحدة الكلمة والصف، وحشد كافة الجهود لحل هذه القضايا، وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذه البلدان. كما أن انعقاد هذه القمة في المملكة العربية السعودية يعطيها أهمية كبرى لما تمثله بلادنا من ثقل سياسي واقتصادي وديني مما جعل لها على الدوام هذه المكانة الرفيعة التي تحتلها بين الدول العربية والإسلامية ودول المنطقة والعالم، لا سيما وأنها والحمد لله تمتلك إلى جانب أسباب القوة والتأثير قيادة تكتسب كل يوم مزيدا من الهيبة والاحترام بين قيادات العالم كافة بما استطاعت مده من الجسور وتوثيقه من العلاقات مع كافة دول العالم شرقية وغربية، وبما تساهم به من جهود في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية وفي حل النزاعات بين الدول وما مبادرتها الأخيرة تجاه الدول العربية والدول المجاورة إلا دليل على سعيها المخلص لإحلال الأمن والسلام وإعطاء الفرصة لدول المنطقة والعالم للتوجه إلى التنمية الحضارية والاقتصادية والعمرانية بدل تشتيت الجهود في النزاعات الإقليمية والصراعات الداخلية بحيث تتولى الشعوب بكافة أطرافها حل قضاياها الداخلية بعيدا عن استخدام العنف والقوة، فيما تقوم الدول الساعية للأمن والاستقرار بدعم هذه الجهود وتوفير الظروف المواتية التي تكفل لها النجاح.. وتنطلق المملكة العربية السعودية والأطراف المخلصة معها بذلك من إدراكها أن الخلافات والنزاعات بين البلدان المتجاورة أو بين مكونات الشعب الواحد تحبط الجهود التي ينبغي أن توجه للتنمية والتعمير، وتبدد الإمكانيات البشرية والموارد الطبيعية وغيرها بدل أن تنفق فيما ينفع الشعوب وتنشيط الإعمار والبناء وتشجع الاستثمار والبناء، والأمل معقود على هذه القمة التي تعمل المملكة بكل إخلاص على أن توفر لها أسباب النجاح في إطلاق مسيرة التعاون العربي من جديد وتوظيف كل إمكانيات الأمة لخدمة شعوبها بعيدا عن الخلافات والنزاعات، وإيجاد الحلول لكل ما تواجهه من قضايا أدت إلى تحول الملايين من أبناء البلاد العربية إلى لاجئين خارج بلدانهم أو نازحين مشردين في أوطانهم تتكالب عليهم مخاطر الخوف والفقر، والأمل بوجه الله كبير أن يكلل جهود المملكة بالنجاح وأن يجمع على يدي قيادتها المباركة شمل الأمة من جديد والله على كل شيء قدير.