تغرد المملكة العربية السعودية، خارج سرب كثير من الدول الكبرى، وأولهم أمريكا، التي يترنح فيها النظام المصرفي، مع أزمة إفلاس بنك سيليكون فالي الأمريكي في شهر مارس الماضي، فبينما تقصقص هذه الدول أذرع الزيادات والعلاوات في القطاع، تسير السعودية في اتجاه آخر.
وبينما يعاني المجتمع المالي العالمي من عمليات تسريح للعمال وانخفاض المكافآت، تغرد السعودية بعكس ذلك، حيث تحافظ الوظائف المصرفية بالمملكة على ازدهارها مع حصول الخبراء فيها على رواتب كبيرة، وفق ما ذكرت صحيفة بانكوك بوست، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
طفرة في الأجور بالسعودية
قالت الصحيفة، يشهد القطاع المصرفي السعودي طفرة في الأجور مدفوعاً بالحماس التوسعي لاقتصاد السعودية، والذي يشجعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في ظل تصميم حقيقي على جعل اقتصاد السعودية قوة مالية أكبر مما هي عليه الآن، رغم أنها كبيرة بالفعل وأحد دول مجموعة العشرين الاقتصادية في العالم.
توظيف سريع
كما تعمل السعودية في عدد من المحاور التنموية، ومن ذلك مساعي صندوق الاستثمارات العامة، الذي يمتلك أصولا تزيد عن 600 مليار دولار يتم توظيفها بسرعة فائقة.
وعلى أرض الواقع، تعمل السعودية على اجتذاب ذوي الخبرة والأهمية في القطاع، حيث يقول المصرفيون، إن هذا يؤجج التنافس على المواهب ويزيد الرواتب.
وتقدر شركة التوظيف "هايس"، أن معظم المتخصصين في البنوك في المملكة العربية السعودية يمكن أن يكسبوا ما يقرب من 20٪ أكثر من نظرائهم في المراكز المالية الغربية.
حوافز أعلى
ليس هذا وحسب، إذ يمكن للمديرين التنفيذيين الوافدين الراغبين في الانتقال إلى المملكة طلب 20٪ إلى 35٪ إضافية على رواتبهم، وفقًا لشركة "مارك ويليامز" للإستشارات.
وقالت كارمن حداد، نائبة رئيس "سيتي جروب" : "المملكة العربية السعودية الآن تشبه الصين أثناء فترة تحولها ونموها".
دعم القطاع المصرفي السعودي
يأتي تأكيد السعودية على دعم هذا القطاع، كاستثمار مستقبلي لدفع القطاع خطوات للأمام، وعادةً ما يكون مستوى متوسط أعمار المصرفيين في الثلاثينيات من العمر، برواتب سنوية تتراوح بين 225 ألف دولار و 255 ألف دولار في السعودية، وفقًا لاستطلاع "هايس".
المملكة تتفوق على أوروبا
تقول الصحيفة، إن هذا أعلى بحوالي 10٪ إلى 20٪ من الرواتب في البنوك الكبرى في لندن لنفس الوظائف، وذلك عند المقارنة بأرقام 2022. وعادة ما تكون المكافآت أكثر من 100٪ من راتب المصرفي.
بالإضافة إلى ذلك، يقول القائمون بالتوظيف إن الأشخاص الذين لديهم سنوات خبرة أقل يمكنهم الحصول على لقب أعلى وبالتالي رواتب أعلى مما لو كانوا في المراكز المالية الأكبر، وأن الموظفين في السعودية يحصلون على مزيد من الامتيازات المختلفة وبدون ضرائب على الدخل.
