نمت احتياطيات الصين من الذهب للشهر السادس على التوالي وفق أرقام شهر أبريل الماضي، حيث أضافت البلاد 8.09 طن أخرى إلى مخزونها المتزايد من المعدن الأصفر، في ظاهرة تؤكد توسعها في "ذوهبة" احتياطاتها، بهدف التصدي لهيمنة الدولار على النظام العالمي، وفق ما ذكرت شبكة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
تراكم الذهب لدى الصين
ترفع هذه الكميات الجديدة من احتياطي الذهب إجمالي حيازات الصين من الذهب إلى 2076 طنا، وفقا ًلبيانات من إدارة الدولة للنقد الأجنبي، حيث اشترت 120 طناً في الأشهر الخمسة السابقة لشهر أبريل الماضي.
وعلى الصعيد الدولي، أضافت البنوك المركزية 228.4 طنًا من الذهب في الربع الأول، في اتجاه أكثر اعتدالا عن الأشهر السابقة، لكن هذا التوجه لا يزال يمثل قفزة تاريخية مقارنة بالسنوات السابقة.
تقليل الاعتماد على الدولار
ويأتي التوجه الصيني في ظل اتجاه موازي من قبل البنوك المركزية الأخرى، والتي عزز العديد منها مشتريات الذهب لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
وأظهر تقرير لمجلس الذهب العالمي أن الصين احتلت المرتبة الثانية بين أكبر المشترين المعدن الأصفر.
يأتي ذلك وسط مؤشرات على تزايد قلق الدول من الدولار الأمريكي، بعدما منعت العقوبات الغربية روسيا من الوصول إلى احتياطياتها من النقد الأجنبي في البنوك الأوروبية والأمريكية بعد شنها حربًا على أوكرانيا.
ضغط على الدولار
قد يؤدي الضعف الأخير في العملة الأمريكية والتضخم المرتفع إلى زيادة الضغط على الدولار، لصالح التنويع من قبل الدول في توسيع قاعدة الذهب والتبادل بعملات محلية غير الدولار.
يمكن أن تحفز المخاطر السياسية الصين على التحول إلى الذهب، حيث تحولت علاقتها مع الولايات المتحدة إلى التوتر بسبب قضايا مثل تايوان.
عملات بديلة
بالإضافة إلى ذلك، تعد الصين في طليعة الدول التي تقود الجهود المبذولة لإنشاء عملة بديلة في التجارة العالمية، وتدفع من أجل المزيد من استخدام اليوان من خلال اتفاقيات التجارة الثنائية.
من ناحية أخرى، ذكرت السلطات النقدية الصينية أن احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية في أبريل زادت بمقدار 20.9 مليار دولار عن مارس، لتصل إلى 3.2 تريليون دولار.
وترى الصين أنه، بعد اتجاه الغرب لعزل الدول التي لا توافقه الرؤى، فمن الأفضل أن يتشكل نظام نقدي جديد للعالم يقوم على التنويع وتعدد سلات العملات، فليس شرطا أن تنهار العملة الأمريكية، لكن من المهم للصين ودول كثيرة أخرى الخروج من دائرة الدولرة المليئة بالأزمات.