دخلت تركيا اليوم، سباق الرئاسة الأصعب، مع تقارب فرص فوز المرشحين الأبرز فيها، رجب طيب أردوغان، ومنافسه كمال كيليتشدار أوغلو.
وفي حين لا يتوقع أن يحمل فوز أردوغان تغييرًا ملحوظًا في تركيا، سواء من ناحية إدارة البلاد داخليًا أو سياستها الخارجية، بحسب ما تنقله هيئة الإذاعة البريطانية عن سليم كورو، عضو مركز أبحاث Tepav التركي، فإن المنافس الرئيسي له، يعتمد في فوزه على وعود بتغيير شكل تلك الإدارة وطريقة تعاملها مع الملفات المهمة للشعب التركي.
انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في #تركيا#اليوم pic.twitter.com/RKZoSxfw52— صحيفة اليوم (@alyaum) May 14, 2023
الداخل التركي
يمثل المرشح الرئاسي أوغلو، الحزب الذي شكله مصطفى كمال أتاتورك قبل 100 عام، وهو الأب المؤسس لتركيا الحديثة والعلماني المتشدد، بخلاف حزب أردوغان ذي الجذور الإسلامية، وهذا هو أول خلاف بين المتنافسين، ويظهر بشدة في النهاية التي اختارها كل منهما لاختتام حملته الانتخابية.
فبينما ختم أردوغان حملته من مسجد آيا صوفيا، قرَّر أوغلو إلقاء خطابه الأخير أمس من ضريح كمال أتاتورك.
وركز كمال كيليتشدار أوغلو، في خطاباته الفترة الماضية على تغيير الشأن الداخلي في تركيا أو بمعنى أدق تغيير الوضع "المتأزم" داخل البلاد وأبرزه:
- إتاحة مزيد من الحرية والديمقراطية، خاصة للشباب والصحافة.
- تغيير نظام حكم البلد من الاعتماد على الرئيس، إلى المشاركة الفعالة للسلطة التنفيذية والتشريعية في إدارة البلاد والرقابة على الحاكم، مع إعادة منصب رئيس الوزراء مرة أخرى.
- تغيير السياسة الاقتصادية للبلد، والتي أدت إلى حدوث تضخم سبب غلاء السلع على المواطنين بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
Bay Kemal'in en çılgın projesi demokrasidir gençler. Çünkü demokrasi ve özgürlük, gençlere hediye edilebilecek en iyi devrimdir. pic.twitter.com/b5TPWbXzUY— Kemal Kılıçdaroğlu (@kilicdarogluk) May 13, 2023
بينما وعد أردوغان الشعب التركي بتغيير حالهم للأفضل، مع زيادة الرواتب وقيادة البلاد إلى وضع أفضل من خلال رؤية القرن التركي، كما يرتكز في خطابه على إعادة إعمار البلاد والمناطق المنكوبة من الزلزال وتعويض المتضررين منه.
Memleketin tüm kazanımları Türkiye Yüzyılı’nda da var olsun diyenlerle 14 Mayıs’ta bir olacağız! pic.twitter.com/qpfEoGT0XB— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) May 13, 2023
تغييرات في السياسة الخارجية
بحسب ما ذكرته أستاذ العلاقات الدولية في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ، جامعة سابانجي، Senem Aydın-Düzgit، في مقال لها على موقع " The Loop"، فإن السياسة الخارجية لتركيا ستتغير حال فوز منافس أردوغان، وسيكون أبرز تحول فيها:
- إعادة الثقة بين البلد والاتحاد الأوروبي، والتي تآكلت خلال السنوات الماضية بفعل عدد من القضايا، أبرزها ملف الهجرة، الأمر الذي سيمهد لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما أكده أحمد أونال تشفيكوز، المستشار الخاص لمنافس أردوغان، كمال كيليتشدار أوغلو، في تصريحات سابقة له.
- تنشيط دور البلد في حلف شمال الأطلسي "ناتو" مع الاتجاه أكثر نحو الغرب، وتحقيق طلب أمريكا بتعليق صفقة صورايخ S-400 المنعقدة مع روسيا مع انتهاج مبدأ الشفافية في تعاملها مع الكرملين.
- تقليل الصدام مع دول شرق البحر الأبيض المتوسط، وأبرزها اليونان وقبرص ومصر، في ظل رغبة المعارضة في ترميم العلاقة بين تركيا وتلك الدول للاستفادة من التعاون بدلًا من الصدام الذي لم تربح منه البلاد الكثير.
- إعادة العلاقات التركية السورية، والتخلي عن مبدأ العداء بينهما، فبحسب ما أعلن عنه مستشار أوغلو، فإن تلك المصالحة حتمية لضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، والمقدر عددهم بـ3,7 مليون لاجئ يقيمون في تركيا، في فترة تقدر بأقل من عامين.
Sevgili Rus Dostlarımız,
Dün bu ülkede ortaya saçılan montajlar, kumpaslar, Deep Fake içerikler, kasetlerin arkasında siz varsınız. Eğer 15 Mayıs sonrası dostluğumuzun devamını istiyorsanız, elinizi Türk’ün devletinden çekin. Biz hala işbirlikten ve dostluktan yanayız. — Kemal Kılıçdaroğlu (@kilicdarogluk) May 11, 2023
أما إذ فاز أردوغان بولاية جديدة؛ فإن تركيا ستبقي على نهجها القديم في التعامل في الملفات الخارجية، وست
ظل علاقتها باليورو والناتو متوترة، كما من المتوقع أن تعمق علاقتها أكثر بروسيا، ولن تهدأ المناوشات في شرق المتوسط والصدام مع دوله.
وفي حين يدلي الشعب التركي بصوته لانتخاب رئيسه حاليًا، فإنه من الصعب التنبؤ بمن سيفوز، خاصة مع اقتراب نسب المتنافسين الرئيسين من بعضهما وفق استطلاعات الرأي المجراة قبيل انطلاق السباق الانتخابي.