بدأت قوات الأمن حربًا جديدة ميمونة، وموفقة «بإذن الله»، لمكافحة المخدرات، وملاحقة مروّجيها، ومداهمة مخابئها وملاذاتها، وتدمير مكائنها، وتتبع مساراتها من المنبع إلى الضحية. وفي السنوات الأخيرة، لم يعُد ترويج المخدرات وسيلة للطمّاعين والجشعين وأعمال المافيا، فقط، بل أصبحت مهنة جانبية لأحزاب سياسية، خاصة الأيديولوجية، مثل حزب الله اللبناني، وأحزاب أخرى من نفس الطينة والمشرب، التي تختلق أعداء، وتفتي بجواز تدميرهم بأية وسيلة، بما فيها ترويج المخدرات، وأيضًا تُدرّ تجارة الموت تمويلًا وفيرًا لهذه الأحزاب. وسيطرة «حزب الله» على مناطق واسعة من سوريا، وتعطيل الوسائل الرقابية في ميناء بيروت، زاد من نشاط الحزب في تصدير تجارة الموت؛ لتمويل شبكاته وخلاياها وقنواته الإعلامية وشراء الأتباع في أنحاء العالم؛ إذ فقْد التمويل يمثل للحزب كابوسًا مرعبًا، بعد أن تضخّم وتجبَّر ومدَّ أذرعته، وأضاف الكثير من الأشخاص وأغلب دول الخريطة العالمية لقوائم أعدائه.
وأيضًا الأوضاع الاقتصادية المتردية في الاقتصاديات العالمية، وفي اقتصاديات دول فاشلة أو شبه فاشلة، زادت من مستوى الفقر، وحفّزت اللجوء إلى ترويج المخدرات لاتقاء غوائل الجوع.
ولا تحسبنّ ترويج المخدرات مهنة عاطلين وسذّج وجهلة، هؤلاء مجرد أدوات صغيرة في مكائن الشر، والحقيقة أن المخدرات تنتجها إمبراطوريات وقوى نافذة في بلدان كثيرة فقيرة وهشَّة، وتستقطب عقولًا لامعة في التصنيع والترويج، ولإنتاج أفكار خبيثة وذكية لشراء الذمم، وتُبدع في أساليب التهريب. وليس أقلها حشو المخدرات في الفواكه والمصاحف وعجلات السيارات وأمعاء المهربين.
ووجود وفرة مالية لدى الشباب السعوديين والخليجيين، جعلهم هدفًا ومغنمًا. والأرجح تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًّا في اصطياد الشباب والمراهقين وتحويلهم إلى مستهلكين وزبائن أو تجنيدهم للترويج.
والمفروض أن تجتهد الجمعيات الاجتماعية ووسائل الإعلام في توعية الشباب والمراهقين من مروّجي المخدرات، وتفضح أساليبهم المخاتلة في الشارع، وفي شبكات التواصل الاجتماعي. وتحذيرهم، خاصة من الأصدقاء الخبيثين أو الأصدقاء المجندين الخاضعين لسيطرة المروّجين. فكثير من الذين هووا في براثن المخدرات وظلماتها، كان لأصدقاء مجالس السوء دور في سقوطهم وضياعهم، سواء قصدوا أو لم يقصدوا.
• وتر:
وطن الطهر.. والسلام.. وحي على الفلاح باسم الله..
اضرب بيمينك أشباح الظلام.. خلُ لك النهار..
وأنت ميمون في الفجر.. وكل صباح..
@malanzi3