تزداد حالة الحمائية ارتفاعًا في العالم، حيث يجري سباق عالمي بين اللاعبين المهيمنين في مجال التقنيات الناشئة، بين الولايات المتحدة والصين، اللتان تحاولان إحباط نجاحات بعضهما البعض، من خلال زيادة التعريفات والعقوبات التجارية، ولا سيما في معدن الليثيوم الأساسي الواعد، الذي يستخدم بشكل أساسي في صناعة السيارات الكهربائية، وفق ما ذكرت منصة "مايننيج تكنولوجي".
حرب تجارية
وقالت المنصة، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه: "في ظل حرب تجارية تدور راحاها بين الولايات المتحدة والصين، تقترب مناطق أخرى من العالم من دائرة الضوء.
تشتهر أمريكا الجنوبية، باحتياطاتهما الضخمة من الليثيوم والنحاس، وهي في هذا، تعمل على توسيع إمكاناتها.
وحتى الآن، توفر المنطقة الموارد المعدنية للصين والمستثمرين الأجانب الآخرين، على الرغم من أن دولة مثل تشيلي، تعد أكبر منتج للنحاس وثاني أكبر الليثيوم في العالم، إلا أن القليل من هذا الإنتاج الخام الضخم، تقوم تشيلي بتصنيعه.
تأميم شركات تعدين الليثيوم
في أبريل 2023، أعلن الرئيس التشيلي جابرييل بوريك عن خطة البلاد لتأميم صناعة تعدين الليثيوم، لتتمكن الدولة من السيطرة بشكل أكبر على مواردها، ومنع الاستغلال المفرط من الدول الأجنبية.
ورغم أن الخطة الطموحة لم يتم الانتهاء منها بعد، وتُناقش داخل أروقة البرلمان، إلا أن الرئيس التشيلي ليس وحده في طموحاته.
يأتي هذا بعد فترة وجيزة من تأميم المكسيك لصناعة الليثيوم، كما حظرت زيمبابوي صادرات الليثيوم غير المعالجة.
وعلى نفس المنوال، فرضت إندونيسيا قيودًا على تصدير خام النيكل، وهو معدن أساسي لإنتاج الفولاذ والبطاريات.
التأميم قد يحسن الأمن الاقتصادي
وتسعى كل هذه الدول إلى بناء صناعة تتجاوز مجرد توريد السلع الأولية، وذلك من خلال زيادة مشاركتها في الصناعات القائمة على هذه المعادن الخام، وكذلك الحد من الصادرات، وهو ما يقول أن هذه الدول، إذا أكملت على هذا المنوال، مرشحة لأن تحقق تقدمًا في مجال الصناعات التحويلية.
واجتذبت إندونيسيا، أكبر منتج لخام النيكل في العالم، استثمارات أجنبية كبيرة لقاعدتها التصنيعية بعد أن فرضت قيودًا على تصدير السلعة الأساسية. ومنذلك ستثمارات بالمليارات من شركات مثل ""إل جي" و "كاتل" CATL.
في نهاية الربع الأول من عام 2023، حققت شركتان من شركات البطاريات ظهورًا ناجحًا لأول مرة في البورصة الإندونيسية، وهما: شركة "هاريتا نيكل"، والتي حققت أكبر إدراج في طرح عام أولي في إندونيسيا هذا العام، بجمعها 10 تريليون روبية (672 مليون دولار). تلتها شركة "ميرديكا باتري ماتريليز" التي جمعت 8.75 تريليون روبية (592 مليون دولار).
اتحاد الليثيوم
وفي ضوء ذلك، يمكن لتشيلي أن تحقق نجاحا مماثلاً، حيث أن هناك محادثات جارية لتشكيل اتحاد الليثيوم، ليتكون من تشيلي والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وبوليفيا، وهو اتحاد من شأنه أن يضع 65٪ من احتياطيات الليثيوم في العالم و 35٪ من الإنتاج الحالي تحت سيطرته.
