على مدار سنوات، برزت السعودية أكثر من ذي قبل، كمركز جديد للاقتصاد العالمي، وقوة سياسية، ودولة ذات ثقل كبير في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وقالت المجلة في تقريرها، أن السعودية أصبحت كذلك كمصدر لاستثمار مجتمع الأعمال العالمي.
وطوال عام 2022، تقاطر قادة العالم إلى السعودية، بحثًا عن شراكات مع المملكة، وبحثًا عن كل شيء بدءًا من الحصول على عقود البلد العربي الكبير، إلى الحديث عن مقايضات وتبادل العملات، وحتى الطلب من المملكة زيادة إنتاج النفط.
ويشير هذا إلى أن السعودية وقيادتها تتحرك في الوقت المناسب، مستفيدة من نهاية عمليات الإغلاق جراء فيروس كورونا المستجد، وتبعات وآثار حرب روسيا على أوكرانيا، وقراراتها فيما يخص أسواق الطاقة العالمية.
ليس ذلك فحسب، بل تحركت المملكة دبلوماسيًا، لإقرار الاستقرار في المنطقة، ما يصب في اتجاه نمو المنطقة اقتصاديًا.
وتقول المجلة، أنه وسط كل ذلك، تبدو المملكة العربية السعودية في حالة صعود مستمر، خاصة مقارنة بنظيراتها في الشرق الأوسط.
وأظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية، في 13 دولة ذات أغلبية مسلمة أن المملكة العربية السعودية أصبحت أكثر الدول شعبية في المنطقة.
وتحتل المملكة العربية السعودية في الأردن المرتبة الثانية في موافقة آراء الجمهور، فما يقرب من نصف التونسيين ينظرون إلى المملكة بشكل إيجابي إلى جانب كل من فرنسا وتركيا.
ويفضل العراقيون السعودية أكثر من أي دولة أخرى باستثناء الصين. ويرى محللون، أن سبب إعجاب الناس في المنطقة بالسعوديين، يأتي من اتباع المملكة لسياسات داخلية وخارجية متوازنة.
إضافة إلى مسارعة المملكة إلى تقديم نهج اقتصادي طموح، علاوة على التغيرات الاجتماعية الجارية في المملكة العربية السعودية، والتي تعتبر حقيقية ومهمة والتي أثرت بشكل إيجابي على حياة العديد من السعوديين.
وتنتهج المملكة رؤية للإصلاح الكامل، في ضوء مشروعات كبرى، ستعمل على تغيير وجه المملكة خلال سنوات معدودة.
و يرى الغربيون من الأمريكيين والبريطانيين والأستراليين والأوروبيين، أنهم لديهم استعداد للانتقال إلى السعودية.
وينظر الشرق أوسطيين إلى السعودية على أنها قوة للاستقرار في المنطقة.
على سبيل المثال، يوفر استثمار المملكة الكبير ومساعدتها المالية للأردن الأمل في أن تتمكن الرياض من إخراج عمان من الديون والمساعدة في تأمين مستقبل البلاد.
كما يرغب العرب في رؤية " فك ارتباط " مع أمريكا، ويرون السعودية بديلا لدعم اقتصاد المنطقة وبشكل عام، يرى الناس في المنطقة أن البلاد محرك للازدهار والاستقرار الإقليمي.
وعليه، تعتبر المملكة العربية السعودية لاعبًا اقتصاديًا مهمًا وقوة جيوسياسية وديناميكية وشعبية.
