تمكن معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (PAL-J) من الوصول إلى أكثر من 600 مليون شخص منذ إطلاقه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عام 2003 للعمل على إحداث تأثير إيجابي في حياتهم وذلك بدعم من مجتمع جميل، وبفضل مساعيه الرامية للحد من الفقر.
ويعتمد منهج معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر JPAL على استخدام تجارب التحكم العشوائية التي تعتمد على عزل الأدلة من أجل تحديد التأثير الفعلي للسياسات، عبر اختيار مجموعة من الأشخاص ذوي خصائص متشابهة وتقسيمهم إلى مجموعتيّن بحيث يتم إخضاع إحداهما لتدابير تدخلية واستبعاد الأخرى من هذه التدابير بهدف قياس تأثير هذه التدخلات ، واستناداً إلى نتائج التقييمات المختلفة، يمكن استنباط رؤى متعمقة تُعين على فهم طبيعة السلوك البشري وعمل المؤسسات وكذلك قياس الأثر المترتب من تطبيق برامج وسياسات بعينها. ويمكن أن تساعد هذه الرؤى في رسم سياسات مستنيرة تسهم في إرشاد صانعي القرار في المنظمات الحكومية وغير الحكومية والشركات والممولين إلى إتخاذ قرارات تستند إلى مخرجات البحث العلمي.
ويقود هذا النهج والذي يعمل على التخفيف من حدة الفقر الشريكيّن المؤسسيّن لمعمل عبداللطيف جميل العالمي لمكافحة الفقر أبيجيت بانيرجي وإستير دوفلو، اللذان حصلا على جائزة نوبل في الاقتصاد في عام 2019، بمشاركة زميلهما الباحث مايكل كريمر.
ويدير معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (PAL-J) اليوم سبعة مكاتب إقليمية بالإضافة إلى شبكة مترامية تضم أكثر من 294 باحثاً منتسباً في جامعات مرموقة حول العالم، ويحتفل هذا العام 2023 بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسه. وكان مجتمع جميل قد دخل في شراكة مع معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في عام 2005، ويواصل منذ ذلك الحين دعم المعمل في سائر مبادراته، بما فيها إطلاق المبادرة الأوروبية للإدماج الاجتماعي بالتعاون مع معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في أوروبا في عام 2017، بالإضافة إلى افتتاح أحدث مكتب إقليمي لمعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، ليكون مركز عمليات يغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها، والذي جاء تدشينه في عام 2020، في ذروة جائحة كوفيد-19.
ويواصل مكتب معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعزيز عملية رسم السياسات القائمة على مخرجات البحث العلمي في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك من خلال "المعمل المصري لقياس الأثر"، وهو مبادرة تعاونية تم إطلاقها في عام 2022 بين معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جهة وبين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية من جهة أخرى، بدعم من مجتمع جميل ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية ويونيسف مصر. ومن بين المشاريع التي يدعمها المعمل المصري لقياس الأثر برنامج "حياة كريمة" الذي يهدف إلى التخفيف من حدة الفقر وتحسين الظروف المعيشية لـ 50 مليون
شخص في صعيد مصر. ويُعد المعمل المصري لقياس الأثر جزءاً من مبادرة "سياسات مستنيرة بالأدلة"، وهي مبادرة أطلقها معمل عبداللطيف جميل العالمي لمكافحة الفقر (J-PAL) بدعم من مؤسسة "كو-إمباكت" ومجتمع جميل.
وقال فادي جميل، نائب رئيس مجلس إدارة مجتمع جميل: " لقد إستطاع معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) الوصول إلى أكثر من 600 مليون شخص خلال 20 عاماً فقط سعياً لتحسين حياتهم ، وهو انجاز يدعونا للفخر في مجتمع جميل لشراكتنا الطويلة مع معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، ولا يسعنا سوى أن نتقدم بالتهنئة لفريق معمل عبداللطيف جميل العالمي لمكافحة الفقر (J-PAL) بأكمله على ما أحدثه من تأثيرات إيجابية في العالم، نتيجة الجهد الشاق الذي بذله هذا الفريق المتفاني على مدى عقدين من الزمن وإسهامات باحثي المعمل في الماضي والحاضر."
واحتفالا بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسه، يستضيف معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر في أوروبا ومجتمع جميل ندوة لمدة يومين يومي 22 و23 يونيو في مؤسسة "كوليج دو فرانس" في باريس، بعنوان "العلم ومكافحة الفقر: نظرة على التقدم المحرز خلال 20 عاماً واستشراف آفاق المستقبل". وتأتي هذه الندوة في إطار الجهود التي يبذلها معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) على مستوى العالم في سبيل إيجاد حلول مبتكرة لبعض التحديات الأكثر إلحاحاً من خلال تقديم وجهات نظر عالمية تطلعية.
يُشار إلى أن معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) نجح في إجراء أكثر من 1,640 تجربة تحكم عشوائية في 95 دولة عبر 11 منطقة بهدف التخفيف من حدة الفقر، وساعدت هذه التجارب بالفعل في تحسين حياة أكثر من 600 مليون شخص حول العالم. وجاءت تسمية معمل عبداللطيف جميل العالمي لمكافحة الفقر (J-PAL) بهذا الاسم تكريماً للمغفور له بإذن الله الشيخ عبداللطيف جميل، والد مؤسس مجتمع جميل ورئيس مجلس إدارته، محمد جميل، الحائز على وسام فارس فخري من ملكة بريطانيا.