أكد مختصون في الشأن السياسي أن التقارب الدبلوماسي للمملكة مع دول المنطقة أسهم في حلحلة العديد من الملفات الشائكة، ومهدت لعصر تنموي عربي جديد ينعكس على حياة المواطن العربي.
وأوضح المختصون في تصريحات لـ"اليوم" أن قمة جدة ستكون غير سابقاتها من حيث تجديد الدماء والتغير في المواقف والموازين، بسبب الظروف الإقليمية الأكثر أمانًا واستقرارًا، وبسبب استضافتها من قبل المملكة صاحبة الثقل السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، مؤكدين أن المناخ الإيجابي مناسب لإقامة هذه القمة بعد ظهور نتائج مبشرة لاجتماعاتها التحضيرية.
وأعلنت المملكة استضافة اجتماعات الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يوم الجمعة القادم 19 مايو، والتي تكتسب استثنائيتها من مشاركة كل الأعضاء، من بينهم الجمهورية العربية السورية بعد غياب طويل عن الاجتماعات.
دور المملكة على المستويين الإقليمي والعربي
قال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود د. عادل عبدالقادر المكينزي، إن أهمية انعقاد القمة العربية في جدة تأتي من منطلق الدور الذي تقوده المملكة على المستويين الإقليمي والعربي، وتاريخها العريق منذ تأسيس الجامعة العربية بأدوار متعددة في مساندة الدول العربية في مرحلة الاستقلال والتنمية.
وأكد التفاؤل الكبير في التطلعات، وفي نتائج الاجتماعات التحضيرية التي كانت مبشرة بتناغم كبير وحراك ديناميكي دبلوماسي عظيم خلال الفترة السابقة للقمة، وأضاف: هناك حلحلة للكثير من الصعوبات بعد التقارب السعودي الإيراني وفتح السفارات في كلا البلدين، بالإضافة إلى أن التقارب السعودي التركي مهّد للكثير من المحاور، وسد كثير من الثغرات في المحيط العربي، وأوجد مناخًا إيجابيًا ينعكس على تفعيل الإمكانيات التنموية والاقتصادية في المنطقة، بالإضافة إلى دور المملكة الكبير في التصدي للعديد من الازمات التي كانت تعصف بالدول العربية سواء في اليمن والسودان، بالإضافة إلى القمة 29 التي عُقدت في المنطقة الشرقية، والتي ناقشت القضية العربية الكبرى وهي قضية فلسطين وسميت "قمة القدس" التي ستكون حاضرة بقوة في القمة الحالية، بالإضافة إلى ملف الأمن القومي العربي بأبعاده المختلفة، والملف الاقتصادي في الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد.
أضاف المكينزي أن عودة سوريا للحاضنة العربية يُعد نقلة كبيرة ستلقي بأثرها العظيم على الداخل السوري واستقراره، ووجود حل لكل المعوقات التي تخلقت في السابق.
وأكد أن المملكة تسعى إلى السلام في المنطقة، مستخدمة ثقلها لدفع القرار العربي إلى بر الأمان، وتكريس الحوار وحل الخلافات بما يحقق لشعوب المنطقة التنمية والأمن والسلام، وكل الآمال معلقة على هذه القمة لتوفير الحياة الكريمة للمواطن العربي.
قمة جدة ستجدد الدماء وتغير المواقف والموازين
في حين أشار المحلل السياسي د. عبد العزيز صقر إلى أن قمة جدة ستكون غير سابقاتها من حيث التجدد في الدماء والتغير في المواقف والموازين.
وقال: تأتي القمة في ظل ظروف إقليمية أكثر أمانًا واستقرارًا، وتستضيفها السعودية صاحبة الثقل السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، والثابت أن المملكة بقيادتها ستتبنى رؤية شاملة لإصلاح عمل جامعة الدول العربية، لتتحول إلى أداة فاعلة لحل الأزمات العربية، وبالتالي الإسهام في التقليل من التدخلات الخارجية والحد منها.
وأوضح أن هذه القمة ستعمل على إصلاح حال جامعة الدول العربية والنهوض بالعمل العربي المشترك، ووضع آلية إلزامية لتطبيق ومتابعة مخرجات وقرارات القمة العربية، والالتزام والوفاء بقراراتها المتفق عليها.
وأضاف أن الرهان كبير للدفع نحو تطور العمل العربي المشترك لا سيما مع توافر الإرادة السياسية.