DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لغز مستمر قد لا نعرف إجابته.. من أين جاء فيروس كورونا؟

لغز مستمر قد لا نعرف إجابته.. من أين جاء فيروس كورونا؟
لغز مستمر قد لا نعرف إجابته.. من أين جاء فيروس كورونا؟
الخفاش أحد المتهمين الرئيسيين في نشأة فيروس كورونا - موقع news medical
لغز مستمر قد لا نعرف إجابته.. من أين جاء فيروس كورونا؟
الخفاش أحد المتهمين الرئيسيين في نشأة فيروس كورونا - موقع news medical

يعرف العلماء أن سارس-كوف-2، العامل المسبب للمرض، هو جزء من عائلة من الفيروسات الموجودة في بعض خفافيش حدوة الحصان، وهي نوع شائع من الخفافيش في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية خارج الأمريكتين.

كما أن العلماء يتفقون في الغالب على أن العديد من أقدم حالات العدوى والوفيات المعروفة تتركز في محيط سوق للحيوانات البرية في ووهان بالصين.

لكن الباحثين لم يتمكنوا، في السنوات الثلاث التي تلت ظهور كورونا، من تحديد كيفية إصابة أول ضحية به، الأمر الذي فجر جائحة قتلت منذ ذلك الحين زهاء 7 ملايين شخص بحسب إحصاء رسمي لمنظمة الصحة العالمية، وأكثر من ذلك بكثير إذا كان العدد يشمل الوفيات الناجمة عن إصابات غير مبلغ عنها.

فريق بحث صيني أضاف أدلة الحمض النووي للوباء

اشتد الجدل في الآونة الأخيرة بعد أن أضاف فريق بحث صيني أدلة الحمض النووي، التي جرى إزالتها من سوق ووهان في أثناء تفشي الوباء، لقاعدة بيانات دولية لتسلسل الجينات.

وأشارت البيانات التي لم يُكشف عنها سابقًا، إلى وجود حيوانات برية في القسم نفسه من السوق، حيث وجد الفريق سارس-كوف-2.

وكانت كلاب الراكون وفئران الخيزران والشيهم (النيص) من بين الحيوانات المعروفة بأنها عرضة للإصابة بفيروسات الخفافيش.

وقال بعض العلماء، وإن لم يكن ذلك قاطعًا، إن البيانات تضيف دليلًا إلى النظرية القائلة إن الفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر من خلال ما يُعرف بأنه "انتشار حيواني المنشأ"، وهو مصدر للعديد من الأمراض المعدية لدى البشر.

أمريكا تشير إلى أن التفشي نجم عن تسرب من أحد المختبرات

يشتبه علماء آخرون في أن العامل المسبب للمرض قد تسرب بطريقة ما من مختبر في ووهان، على بعد 27 كيلومترًا من السوق، حيث يدرس الباحثون فيروسات الخفافيش، واكتسبت الفكرة مزيدًا من الجاذبية في وقت سابق هذا العام عندما قالت وزارة الطاقة الأمريكية "بثقة ضعيفة" في تقرير، إن التفشي نجم على الأرجح من تسرب للفيروس من أحد المختبرات.

وتميل أجهزة أمريكية أخرى درست الأمر إلى عمليات انتشار طبيعية، مع أنها أيضًا غير قاطعة، ولم يُكشف علنًا عن الأساس المحدد للتقييمات.

كيفية وصول الفيروس إلى ووهان لا تزال غامضة

مع أن كيفية وصول الفيروس إلى ووهان لا تزال غامضة، فإن مخاطر الانتشار تتزايد بشكل كبير في الصين، بما في ذلك عدة مناطق على بعد 400 كيلومتر من السوق.

وتزخر سجلات المحاكم الصينية بقضايا صيد حيوانات برية من مناطق محفوفة بالخطر، وجمع علماء من مختبر ووهان عينات من الخفافيش فيها.

وأظهر تحليل بيانات أن التعدي البشري على موائل الخفافيش في العقود الأخيرة حول أجزاء من الصين إلى حقل ألغام وبائي، وتجمع هذه المناطق التي تطلق عليها وكالات الأنباء وصف "مناطق القفز"، بين عوامل تجمع بين فقدان الأشجار وهطول الأمطار، ووجود أنواع من الخفافيش لتهيئة الظروف التي يرجح فيها انتشار العدوى.

"مناطق القفز" توسعت في الصين بين عامي 2002 و2019 بنسبة 54%

تُظهر البيانات أن "مناطق القفز" توسعت في الصين بين عامي 2002 و2019 بنسبة 54% بزيادة قدرها 150 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من نيبال.

وتشمل إحدى مناطق القفز هذه منطقة جبال وبحيرات على بعد 175 كيلومترًا جنوب شرقي سوق ووهان، وتعرضت تلك المنطقة، المحيطة ببحيرة بويانغ العملاقة في الصين، لتدهور شديد بسبب بناء السدود والتعدين وتربية الخنازير.

وما زال العلماء يواصلون السعي إلى إيجاد دليل قاطع حول الأصول الجغرافية أو البيولوجية لكوفيد-19، ويستمر الغموض جزئيًا، لأن بكين لم تسمح بإجراء تحقيق مستقل في أي من الفرضيتين، حيوان مصاب أو تسرب للفيروس من مختبر.

وتقول الحكومة الصينية إنها تدعم وتشارك في الأبحاث لتحديد أصل كورونا، وتتهم الولايات المتحدة بتسييس الأمر خاصة بسبب جهود وكالات المخابرات الأمريكية للتحقيق.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي في شهر مارس: "تكليف مجتمع الاستخبارات بالمسؤولية عن مسألة علمية علامة واضحة على أن القضية جرى تسييسها".

وفي وقت مبكر من تفشي المرض، عثر علماء صينيون على العامل المسبب للفيروس على أسطح حمامات وأماكن تصريف مياه في سوق ووهان، حيث بيعت حيوانات برية، لكن لا يوجد دليل حتى الآن على أنهم اختبروا حيوانات حية قبل أن تغلق الحكومة السوق.

خاص| مختصون: متحور أركتوروس أشد عدوى لكنه ليس الأخطر

انتشار نظريات بشأن تسرب الفيروس من مختبر دون أدلة

دون مزيد من الأدلة، بدأت تنتشر نظريات بشأن تسرب الفيروس من مختبر، ولكلا الاحتمالين تاريخ في الصين.

ففي أواخر عام 2002، ظهر فيروس سارس-كوف-1 في قوانغدونغ بجنوب الصين، وتفشى وباء سارس عام 2003، وفي ذلك الوقت اختبر العلماء حيوانات في السوق المحلية، ووجدوا الفيروس في حيوان زباد النخيل، إضافة إلى أدلة على إصابة في كلب راكون وحيوان غرير النمس، ورأى العلماء على نطاق واسع أن الانتقال من الحيوان إلى الإنسان هو مصدر تلك الجائحة.

وبعد انتهاء جائحة سارس، أصيب طالبا دراسات عليا بسارس أثناء عملهما في المعهد الوطني لعلم الفيروسات ببكين، حيث كان العلماء يدرسون العامل المسبب للمرض.

وأصاب ذلك الوباء، رغم احتوائه، 9 أشخاص وقتل واحدًا، وباتت تلك الواقعة مرجعًا لمن يشتبهون في أن تسربًا من أحد المختبرات هو المسؤول عن تفشي كوفيد-19.

وفي عام 2010، قال تشونغ نانشان، الطبيب الذي قاد برنامج تعامل الصين مع سارس وبعده بسنوات كوفيد-19 لإحدى الصحف الصينية، إن "التوازن البيئي بين الإنسان والطبيعة مستغل بشكل مفرط".

وأشار إلى اكتشاف فيروسات شبيهة بسارس في ووهان وهونج كونج في خفافيش حدوة الحصان، واستشهدت ورقة بحثية بتعليقاته، وأضاف: "اذا اتخذنا إجراءات صارمة، أعتقد أن سارس لن يعود، وإذا لم نعزز إجراءاتنا فيقينًا سيعود".

تطابق وثيق مع عينات جُمعت من خفافيش في اليونان

ومنذ ظهور سارس-كوف-2، اكتشف علماء تطابقًا وثيقًا مع الفيروس في عينات جُمعت من خفافيش في اليونان، ووجد باحثون أيضًا فيروسات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمسبب مرض كوفيد-19 في خفافيش عبر الحدود في لاوس.

لكن لم يكن أي منها قريبًا بدرجة كافية من فيروس سارس-كوفيد-2 ليكون سلفًا مباشرًا له، وقد يكون تحديد مكان تطابق تام مثل العثور على إبرة في كومة قش، كما يقول المثل.

وبدون دليل قاطع من المرجح أن تستمر التوقعات.

وحثت الحكومات الغربية وكثير من الأوساط العلمية في العالم، الصين على أن تكون أكثر انفتاحًا وتعاونًا بالنتائج التي توصل لها باحثوها.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في إفادة في شهر مارس: "نواصل دعوة الصين للتحلي بالشفافية في مشاركة البيانات وإجراء التحقيقات اللازمة وتبادل النتائج، إن فهم كيفية بدء الجائحة لا يزال واجبًا أخلاقيًا وعلميًا".