عثر فريق من علماء الآثار السعوديين والدوليين على إحدى أقدم المنشآت الحجرية التي شيّدها الإنسان في جبل الظلّيات بمنطقة الجوف -شمال المملكة- يعود تاريخها إلى الفترة ما بين 8000 و9000 عام قبل الوقت الحاضر، ضمن نتائج مشاريع المسح الأثري التي أجْرتها هيئة التراث مؤخرًا بالتعاون مع المراكز العلمية الدولية.
ونشرت مجلة (بلوس ون) اليوم، مقالة عن هذه المنشآت الحجرية التي تُمثل -بحسب الورقة العلمية- مصائد من الحجر، وهي مبانٍ ضخمة الحجم تُستخدم كمصائد للحيوانات تم تأريخها لفترة ما قبل التاريخ، التي تُعبّر عن قدرة الإنسان قديمًا على التكيّف مع طبيعة المكان، بنقل مساحة كبيرة إلى سطح صغير ثنائي الأبعاد، كما تُعدّ علامةً فارقة في السلوك الذكي للإنسان، وتعزّز فهم كيفية تصوّر المصائد الحجرية الصحراوية وبنائها.
وتمّت مشاهدة المصائد الحجرية لأول مرة من الطائرات في عشرينات القرن الماضي -وفقاً للورقة العلمية-، وكانت تُعد للوهلة الأولى مبانيَ أثريةً متطورة تتكون من جدران، ومُذيَّلات يصل طولها إلى أكثر من 5 كيلومترات تتلاقى في منطقة كبيرة وتتّصل بها غرف ذات حجم أصغر، وبخاصة في الأركان والزوايا الخارجية.
6000 منشأة
على الرغم من ذلك فإنه لم يتم إثبات وظيفتها واستخداماتها كمصائد للحيوانات البرية، وتأريخِها إلا في السنوات القليلة الماضية، إذ جرى اكتشاف أكثر من 6000 منشأة حتى الآن.
ونشر باحثون من المركز الوطني للبحث العلمي، وباحثون من معاهد مختلفة لوحتَين مرسومتَين، تُمثّلان مخططات مُصغّرة لمصائد حجرية في المملكة والمناطق المجاورة لها، وقد عُثر في جبل الظلّيات في منطقة الجوف على زوجَين من المصائد الحجرية الصحراوية، تتباعد عن بعضها بمسافة 3.50 كم.
لوحة مُصغّرة لمصيدة حجرية
جرى اكتشاف في نفس المنطقة لوحة مُصغّرة لمصيدة حجرية صحراوية مرسومةٍ على حجر يبلغ طوله 382 سم، وعرضه 235 سم، ويعود تاريخها إلى حوالي 8000 عام قبل الوقت الحالي، وقد عُثر سابقًا على منشآت مُصغّرة أخرى لهذه المباني الضخمة، لكنها لم تكن بنفس الدقة الكبيرة التي نُفّذت بها منشآت الظلّيات.