@DrLalibrahim
مؤخرًا أقر مجلس الوزراء برنامج سخاء الوطني لتنمية المجتمع السعودي من خلال دعم المشاريع التنموية الصغيرة، وتقديم المحفزات لكل مشروع تنموي قيد الإنشاء. فالمملكة تعتبر من الدول السخية المانحة حكومة وشعبًا، ولحوكمة هذا الشغف بالعطاء وتوجيهه لعمل منتج ذي أثر مستدام، فقد كان هذا البرنامج موجهًا ليتناسب مع التحوُّل الوطني ضمن رؤية 2030، مدته خمس سنوات، ومن المتوقع أن يحقق حجم المشاريع التي يدعمها بمبالغ مالية تقدّر بحولي 20 مليار ريال سعودي.
البرنامج بدأ بفكرة طموحة تمت دراستها إستراتيجيًّا ومقارنتها معياريًّا، وبعد مقابلة للباذلين من سيدات ورجال الأعمال السعوديين الذين أبدوا ترحيبًا كبيرًا للنهوض بالوضع الاقتصادي التنموي، ولخلق برنامج مبتكر فريد من نوعه ذي ريادة عالمية بإطار إستراتيجي يتمثل فيما يلي:
1. تشجيع رجال وسيدات الأعمال في المملكة على المساهمة في هذا البرنامج ودعمه؛ بهدف إشراكهم ببرنامج وطني يهدف لتنمية اقتصادية، مع تعظيم مشاركتهم عبر تقديم قيمة مضافة لهم، وإبراز جهودهم في ذلك.
2. أن تكون الشفافية والحوكمة هي الأساس الذي يعمل به برنامج سخاء؛ مما ينعكس بصورة إيجابية على المشاريع التي يدعمها؛ مما يكون له كبير الأثر للنهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي.
3. تطوير فرص تنموية للخروج بمشاريع ذات أثر اقتصادي واجتماعي لتحقيق تنمية مستدامة من خلال دعم الأشخاص ذوي الشغف بعمل معين.
عدة مجالات ذات أولوية أقرت في البرنامج وتندرج تحتها 100 فرصة تنموية لعدة مجالات، وهي المجال التعليمي والتربوي، والمجال الصحي، والتواصل المجتمعي، والتنموي، والبيئي، والسياحي، والثقافي، والتقني، وبالتوافق بين الباذلين ومجلس الإدارة الذي يترأسه وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وبمشاركة أربعة من الوزراء من ذوي العلاقة بالمشاريع التي يدعمها البرنامج.
برنامج سخاء يُعدّ علامة فارقة في التنمية، فمعاييره تربط بين القطاع الحكومي والأفراد ومؤسسات القطاع الخاص، مَن لديهم قدرة مالية ورغبة بالبذل والعطاء لتمويل المشاريع التنموية، وسيستفيد منه شريحة كبيرة من المواطنين، ويختلف عن الأعمال الخيرية من الجهات غير الربحية والتبرعات التي تحمل سمة خدمات رعوية، بأنه عمل مستدام ذو أثر مقترنًا بأربعة أهداف من الأهداف الإستراتيجية للرؤية 2030 لتنويع مصادر الاقتصاد، وتوفير بيئة صحية وعامرة، وزيادة عدد الوظائف للمواطنين، وتعزيز الشراكة الاجتماعية للشركات.
من خلال الشراكة والتحفيز عبر:
1. حزمة التنظيمات والتشريعات لتسهيل الإجراءات في مدة وجيزة من خلال الاستثناءات أو التنظيمات الجديدة.
2. حزمة الاقتصاد والمالية بإعفاءات ستقر لاحقًا، وتُعلن بعد التواصل مع الجهات ذات العلاقة؛ لتكون مغرية للباذلين للعمل في هذه المشاريع التنموية.
3. حزمة اجتماعية تقديرية للباذلين.
ومن ضمن الأعمال التنموية التي سيبادر بها هذا البرنامج دور منتصف الطريق لعلاج المدمنين مساهمة في الحرب التي تقودها المملكة على المخدرات، وإنشاء نوادٍ لكبار السن، وبناء مستشفيات لعلاج السرطان، وإنشاء المصانع للصناعات التحويلية، وإعادة تدوير الطعام وتحويله لسماد للزراعة، وبناء متاحف واستديوهات للأطفال.
أحد منتجات البرنامج مراكز التوحّد، والتي من ضمنها «مركز التميز للتوحد» بمنطقة الرياض الذي ساهمت فيه البنوك المحلية برئاسة البنك المركزي بمبلغ 260 مليون ريال، والذي يعمل فيه مئات المواطنين السعوديين.
ومن المساعدات العينية منح أرض أو مبنى جاهز وفق دراسة الجدوى، وتحديد التكاليف المالية المطلوبة، والتي سيعتمدها الباذل لضمان الاستدامة المالية، ووفق نماذج بناء مشاريع مبتكرة، وسيستفيد من هذا البرنامج جميع مناطق المملكة التي حددت احتياجاتها التنموية على خريطة حرارية ليعمّ الخير الجميع.
والرحلة لا تنتهي، فالبرنامج بداية لعطاء أكبر يساهم في تنمية المجتمع بأيدي الخيّرين.