قال الكاتب المصري والمحلل السياسي، عماد الدين أديب، إن القمة العربية المنعقدة في جدة هذا العام في دورتها الـ32 ستكون مختلفة عما انعقد من قمم سابقًا.
وأرجع أديب، جزءًا كبيرًا من تميز تلك القمة إلى عدد من العناصر المتضمنة، الظروف المغايرة التي تعقد فيها، وطبيعة المكان المستضيف لها، وأيضًا صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي يعد المحرك والمتابع لبيان هذه القمة.
قمة مختلفة
يوضح عماد أديب، خلال لقاء له على هامش القمة العربية عبر قناة "الإخبارية"، أن القمم العربية منذ بداية انعقادها عام 1946 في انشاص بمصر، كانت دائمًا تنتتج بيانات بروتوكولية، تتحدث عن التضامن العربي ورأب الصدع بعبارات إنشائية فقط.
وعادة ما كانت تتابع الدولة المستضيفة القمة بشكل بروتوكلي تنظمي وشكلي، وهو ما لن يحدث هذا العام.
فيديو | المملكة كانت وما زالت محور الأمان والسلام للعرب #قمة_جدة#الإخبارية pic.twitter.com/6fCSFEPRSI— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) May 19, 2023
يؤكد أديب، أن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رجل شديد العملية والانضباط، لا يحب العبارات البلاغية، بالتالي فما سيتم التعهد به في تلك القمة، ستكون له آلية متابعة دقيقة وحازمة لضمان تطبيقه، خاصة فيما يتعلق بالأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية.
الأولى كانت بالرياض عام 1976.. 5 قمم عربية استضافتها #السعودية#القمة_العربية#قمة_جدة#اليوم pic.twitter.com/Bx25xcx8lj— صحيفة اليوم (@alyaum) May 18, 2023
عودة سوريا مرهونة بأفعالها
في حديثه عن عودة سوريا إلى الحضن العربي بشكل كامل، علق عماد الدين أديب قائلًا: أنصح الإدارة السورية بالالتزام في اتخاذ خطوات تؤكد على نبيتها الصادقة في العودة.
وأكمل: أنصحها بإعادة اللاجئين، والانفتاح على المعارضة، وإجراء إصلاحات سياسية، مع ضمان عدم وجود قوى خارجية أخرى تؤثر على قرارها.
وذكر أديب، أن المملكة العربية السعودية تتبع فلسفة عملية جدًا في مفاوضاتها مع الدول التي تعيد ترميم علاقاتها معها، ويتضح هذا في مفاوضاتها مع إيران، التي اتبعت فيها خطوات بناءة، معتمدة على سلوك الدولة في مقابل متطلبات المملكة.
وحذر من مخالفة أي تعهد تأخذه الإدارة السورية على نفسها أمام خادم الحرمين الشريفين، أو سمو ولي العهد، قائلًا: إذا عهدت للملك سلمان أو ولي عهده بشيء إياك أن تخلف وعدك.
رغبة سعودية لإنهاء أزمات العرب
يؤكد الكاتب المصري عماد أديب، أن المملكة ترغب في السيطرة على الأزمات العربية وعدم اتساعها وإبجاد حلول جذرية لها، لكن هذا يعتمد على مبدأ "ساعد نفسك حتى أساعدك".
وأضاف أن المملكة ترغب في البداية في تحقيق مبدأها بـ"شعب متماسك وبلد قوي"، وهذه أهم نقطة لديها، ثم تكبر أسرتها فتصبح دول الخليج هي الحاضنة الأولى للحركة السعودية في الخارج، ثم بعدها تأتي دول الاعتدال العربي، مصر الأدرن العراق وأحيانًا المغرب، ثم باقي دول الجامعة العربية.
وأردف: ثم تتجه السعودية بعد ذلك لرؤية العالم بشكل متوزان، بحيث تتعمال مع كافة الأطراف من منطلق مصالحها، والتي استطاعت بهذا المبدأ مع حكمة قيادتها في فرض احترامها عند الجميع.