DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

يزيد السنيد: مهم لكل وطن أن يكون هناك من "يتفلسف" ويضع أنساقا "نظرية" (حوار)

يزيد السنيد: مهم لكل وطن أن يكون هناك من "يتفلسف" ويضع أنساقا "نظرية" (حوار)
يزيد السنيد: مهم لكل وطن أن يكون هناك من
يزيد السنيد خلال لقاء ثقافي فلسفي سابق - اليوم
يزيد السنيد: مهم لكل وطن أن يكون هناك من
يزيد السنيد خلال لقاء ثقافي فلسفي سابق - اليوم

وصف الكاتب والباحث يزيد السنيد مشروع "المنح الفلسفية"، بأنه مشروع كبير ويستحق من الباحث الكثير من العزم والجدية؛ "خاصةً وأنه التجربة الأولى فعلى عاتقنا مهمة إثبات أن الفلسفة جديرة بالنظر والاهتمام"، في حواره مع "اليوم".

وتناول الحوار الكتابة الفلسفية وبداياته فيها، وصعوباتها، إضافة لحديثه عن بحثه المشارك في المنح البحثية الفلسفية، وحول دور الفيلسوف في الثقافة.

- يصفك متابعون بأنك مغامر جيد تسعى لكتابة تجربة تجمع بين السينما والفلسفة، ما رأيك في هذا الوصف؟

أولًا؛ علي أن أتحدث عن التصنيف إذ لطالما كنتُ حذرًا من أن أوضع في قالب محدد كالقول "قارئ فلسفة"، ببساطة اعتبرني قارئ للكتب فحسب، وللتصنيف أبعاده الميتافيزيقية والتي لطالما شددت على نفيها، فأن تُصنف يعني أن "تقبض" أو "تمسك" الشيء ولا نستطيع القبض إلا على ما هو "ثابت" أما المغامر والفلاسفة الرحل بتعبير دولوز (جيل دولوز فيلسوف فرنسي) ينفضون كل قالب تصنيفي.

أما تجربة الفلسفة والسينما بعامة فهي قديمة قِدم الفن ذاته، فالـ"نشاطات البشرية" لُغات نُعبر من خلالها عن "شيءٍ ما"، لكن ما ناحية تجربتي الشخصية مع السينما فقد كانت مشاهدات السينما المستقلة ضربًا من التمتع بهذا الفن الرائع ثم تحول إلى رغبة فاتخاذه "منارة" للتعبير الفلسفي.

ولو أخذنا بالتعريف الدولوزي للفلسفة بأنها ابتداع مفاهيم نعي بأن المفاهيم ذاتها لا يشترط فيها أن تكون داخل اللغة الأبجدية فهي قد تتجسد في عمارة أو لوحة أو عمل سينمائي.

- كيف ترى مشروع المنح الفلسفية السعودية؟

مشروع كبير ويستحق من الباحث الكثير من العزم والجدية؛ خاصةً وأنه التجربة الأولى، فعلى عاتقنا مهمة إثبات أن الفلسفة جديرة بالنظر والاهتمام، كما أنني سعيد أنني أحد الباحثين في هذه المنحة فأنها تسهل لك دروب البحث والتفرغ.

الكاتب والباحث يزيد السنيد - اليوم

- هل يمكن أن تحدثنا عن بحثك في مشروع المنح الفلسفية؟

عنوان بحثي (الميتافيزيقا: نحو ابستمولوجيا طبيعانية) وأطمح من خلال هذا البحث نقد كل أشكال الميتافيزيقا التي وصلت إلينا من الإرث الفلسفي دون وعد بتقديم ميتافيزيقا مختلفة بل وعدي الوحيد هو "الصمت الفلسفي"، وهي نتيجة سلبية إلا أنها تفتح آفاقًا نحو رؤى متعددة منها الطبيعانية وهو الجانب الإيجابي من هذا البحث.

والطبيعانية رؤية تحترم العلم التجريبي و"تعلق الحكم" عليه وعلى ما هو بعدي، كما أنني من خلال هذا البحث أزعم أن فلسفات تجريبية عدة لم تكن وفية لمبادئها فاخترت هيوم مثالًا على ذلك.

مع ذلك تبقى المهمة الصعبة فيهذا البحث هي محاولة تجاوز "لغة الميتافيزيقا" ذاتها والتي تمتاز بما أطلق عليه "لغة التضاد" وهذا ما جعلني في ربكة لغوية أي علي أنا بتدع كلمات من خارج اللغة إلا أنها لغة.

- ما المصادر التي ساعدت في تكوين يزيد السنيد، وكيف بدأت في كتابة المقالة الفلسفية؟

لطالما كان لدي تقسيمات حول الباحثين بعامة، وبلا شك ليس هذا التقسيم "أورجانون" صلب أو قانون جامع مانع؛ إلا أنه يعطي فكرة عن "أنماط الباحثين" وطرقهم.

بدأت بكتابة المقالة الفلسفية سنة 2014 وكنت حينها أبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة، وكان عنوانها (أنثروبولوجيا المقدس) نشرتها في مدونتي الشخصية ثم تتالت المقالات بعد ذلك، ما بين مدونة ونشر في المجلات ومواقع ثقافية، حتى أنهيت دبلوم في الفلسفة ببحث حول النفس والطبيعة، إلى أن قبلت في هذه المنحة.

- ما الصعوبات التي تواجه الكاتب في الفكر والفلسفة؟

الصعوبات كثيرة جدًا ولا يمكن تعدادها كلها هنا؛ لكن سأركز على ما يهم بحثي في المنحة وهي صعوبة "لغوية"، ولها شكلين الأول أن تكون الكلمة في لغة غير العربية ولا تجد مقابل لها في اللغة التي تكتب بها ككلمة Ethics والشكل الثاني أن لا تجد كلمة في أي لغةٍ قادرة على التعبير عما تريد قوله؛ من هنا نعود لعلاقتي مع السينما فهي كانت لغة تخفف علي أحيانًا ما أريد قوله.

-في اعتقادك ما هو دور الفيلسوف في المشهد الثقافي العام أو على الواقع؟

تنبع الإجابة عن هذا السؤال من خلال تحديدنا "لغائية المعرفة" ذاتها ومن ثم غاية الفلسفة والتفلسف فبالنسبة لي أرى أن هدف الفلسفة رفع المعاناة عن البشر وتحقيق العيش الكريم والسعيد، ويتفق معي من المعاصرين بير هادو وفوكو ونيتشه وفيتجنشتاين ونوعًا ما هايدغر في كتابه "الكينونة والزمان" تحديدًا ومارثا نوسباوم؛ لذلك دور الفيلسوف هو أولًا توصيف الراهن بدقة ومن ثم إيجاد العلاج حال تتطلب الأمر، كما أن هناك "غاية عليا" وهي محاولة دفع الإنسان لخوض أعلى قدر ممكن من كائنيته أي بلوغ أقصى إمكاناته الوجودية.

- ماهو موقع المهتمين بالفلسفة في خريطة الوطن؟

أظن أنه من المهم لكل وطن أن يكون هناك من "يتفلسف" ويضع أنساقًا "نظرية" ورؤى ميتافيزيقية تُعبر عن "روح الوطن" فالفلسفة قرينة الرخاء والرفاهية ومن ثم "وطن يتفلسف" هو وطن مزدهر.

كما أن الفلسفة تكون عونًا عند النوازل والشدائد فهي في أقل أحوالها ترفع من "ثقة النفس" بنفسها ومن ثم لن تكون مطية لأي دعوات متطرفة أو كارهةً للإنسان، كما أن هناك علاقة بين التفلسف والجرأة النبيلة.

- ماهو رأيك بمستقبل السينما في السعودية؟

مستقبل مبهر أراه يلوح في الأفق؛ لكن علينا تحييد "النقد الفني" لوهلة من الزمن فحركة الإبداع تتطلب "فوضى خلاقة" على أن تُفهما لفوضى هنا يمعن إيجابي أي دع الأشياء تحدث وهي تعبر عن ذاتها بذاتها.

- من يستوقفك أكثر من المهتمين بالفلسفة محلياً وعالمياً؟

على المستوى المحلي أذكر عدة منهم عبدالله المطيري وشايع الوقيان وخالد الحسن، ويعجبني تعدد المدارس التي ينتمون لها فهناك الفينومينولوجي وهناك التحليلي وهذا يساعد في تخصيب الحوار.

- لكل كاتب هم وقضية، ماهي قضيتك التي تكتبها؟

إن همي ببساطة أن أفهم العالم الذي وُجدت فيه، ما هو وإلى أين يذهب، وهذا يُدخل الإنسان وبقية الموجودات تحت المسائلة والبحث، وقضيتي تتمحور حول الميتافيزيقا بالمعنى العريض للكلمة أي حقيقتها إمكانية وجودها وفائدتها، ولو أردت أن أختصر قضيتي فهي "رفع المعاناة عن الأرض" والأرض تُفهم هنا مجازًا أي جعل العالم بكل أكوانه عالمًا أجمل، والفيلسوف لديه مهمة.