أكد مختصون في الصحة أن أخذ جرعة من "الأسبيرين" قبل الأسبوع السادس عشر من الحمل تساهم في الوقاية من تسمم الحمل.
وأشاروا في حديث خاص لـ "اليوم" إلى عوامل خطورة متعددة للحامل مع تسمم الحمل.
أعراض تسمم الحمل
وقالت الدكتورة دانه الضبيب، المتخصصة في علوم الإنجاب وصحة المرأة، إن "تسمم الحمل من أعراضه ارتفاع ضغط الدم ووجود البروتين في البول، ويحدث بعد 20 أسبوعًا من الحمل ويصل إلى ستة أسابيع بعد الولادة".
أضافت: أحيانًا يحدث دون الشعور بأي أعراض؛ لذا من المهم المحافظة على الفحوصات الحيوية بشكل منتظم، والعلاج لتسمم الحمل هو الولادة، إلا إذا كان الوقت مبكرًا من المهم المحافظة على المتابعة خلال الحمل للوقاية منه والسيطرة عليه بأخذ أدوية الضغط تحت إشراف الطبي".
وأكملت: لا يزال السبب الدقيق لتسمم الحمل غير معروف، ومع ذلك هناك اتفاق عام على أن المشيمة تلعب دورًا رئيسيًا في تسمم الحمل؛ إذ إن الأوعية الدموية لا تعمل بشكل صحيح، مما يحد من كمية الدم التي يمكن أن تتدفق من خلالها، وبعض عوامل الخطورة هي التقدم في العمر، التاريخ العائلي، الإصابة السابقة بتسمم الحمل، الإصابة بأمراض مزمنة (مثل: ارتفاع ضغط الدم، السكري، الكلى)، الحمل لأول مرة والتدخين".
وعن أعراضه تقول "الضبيب" إن "المرأة تشعر بصداع شديد، وتغيرات في الرؤية وألم في الجزء الأعلى من البطن، لافتة إلى أن المضاعفات التي ممكن أن تحدث هي التشنجات، بطء نمو الجنين وانخفاض الوزن عند الولادة، متلازمة هيلب.
ومتلازمة هيلب هي (حالة تحدث في وقت متأخر من الحمل، تسبب تحلل كريات الدم الحمراء، ارتفاع إنزيمات الكبد، وانخفاض عدد الصفائح الدموية)، مذكرة أنه يمكن تجنب تسمم الحمل في المستقبل بأخذ الأسبرين قبل الأسبوع ١٢، إذ أُثبت أنه يقلل من نسبة حدوث التسمم في الحمل.
حلول تسمم الحمل
من جانبها، ذكرت استشارية النساء والولادة د. نورة القحطاني: إن "الحل الوحيد لتسمم الحمل هو الولادة ولكن أحيانًا يحدث تسمم الحمل في الشهر السادس أو السابع ولذلك من ضمن العلاج إعطاء أدوية لمنع التشنج ولخفض الضغط قليلاً وكذلك إعطاء إبرة الكورتيزون لتعجيل اكتمال نضج رئة الجنين".
وأوضحت: من الوسائل التي قد تستخدم للوقاية من تسمم الحمل هو أخذ جرعة صغيرة من الأسبرين قبل الأسبوع السادس عشر من الحمل، ويجري اختيار الحوامل بناءً على عوامل الخطورة المتوقع معها حدوث تسمم الحمل مثل حدوث تسمم حمل في حمل سابق أو زيادة الوزن أو وجود ارتفاع في الضغط لدى الأم أو مرض السكري وغيرها الكثير من الأمراض التي تزيد من احتمالية الإصابة بتسمم الحمل".
وبينت: أنه "يوجد العديد من النظريات التي تحاول تفسير سبب حدوث تسمم الحمل ولكن أقربها للصحة هو إفراز مواد من المشيمة تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية الصغيرة في جميع أعضاء الأم".
تشير أيضًا إلى أنه يوجد العديد من الدراسات لمحاولة الكشف أثناء الحمل لتوقع من سيصيبها تسمم الحمل، وبالإمكان استخدام حاسبة لقياس احتمالية حدوث تسمم الحمل بناءً على عدة عوامل منها وزن الأم ومعدل ضغطها وكذلك تدفق الدم في الشريان المغذي للرحم.
وقال استشاري النساء والولادة د. فراس الخروف التسمم الحملي أو تسمم الحمل هو عبارة عن ارتفاع في الضغط، مع وجود زلال في البول بعد الأسبوع ٢٠ من الحمل.
يذكر "الخروف" أنه لا يوجد سبب واضح لهذا المرض، ولكن هناك بعض النظريات التي قد تسبب هذا الحالة أشهره التضييق في بعض الشرايين في المشيمة، مع وجود الضغط، وقد نراها في بعض الحالات مثل البكريات أو بعض الأمراض المناعية ومرضى الضغط والكلى.
ولفت إلى أن أعراضها هي وجود "زغللة" في العين، أو صداع أو آلام في أعلى الصدر، مبينًا أن الوقاية مهمة مثل الالتزام بأدوية الضغط، وأخذ علاج الأسبرين للحوامل قبل الأسبوع ١٢ لمن هم عرضة للمرض واستخدام الكالسيوم في أول الحمل.
أسباب تسمم الحمل
تقول استشارية النساء والتوليد د فتحيه محمد المجحم: إن "تسمم الحمل أحد مضاعفات الحمل ويحدث بنسبة ٢-٨٪، إذ تصاب المرأة بارتفاع في ضغط الدم وارتفاع في مستوى البروتين في البول مما يدل على مشكله في الكلى.
تكمل "المجحم" أن العرض الآخر والذي ممكن إيجاده في الحمل الطبيعي هو تجمع السوائل في القدمين واليدين والوجه، وعادة يبدأ بعد الأسبوع الـ ٢٠، إلا في حالة وجود ارتفاع مزمن قبل الحمل وتفاقم الوضع مع الحمل وممكن بعد الولادة ويسمى تسمم بعد الولادة.
وزادت: يعتقد الخبراء أن هذه الحالة تبدأ في المشيمة التي تغذي الجنين، إذ تكون هناك مشكله في نمو وعمل الأوعية الدموية، وهذا يؤثر على تدفق الدم في المشيمة وعدم انتظام ضغط الدم لدى الأم.
وبينت أن من العوامل التي تزيد فرص الإصابة الحمل الأول، وتسمم الحمل في حمل سابق، والحمل بأكثر من طفل، والإصابة بداء السكري أو أمراض الكلى، والاضطرابات المناعية الذاتية، والسمنة وعمر الأم من ٣٥ عام وأكثر.