حذّر مختصون من زيادة استخدام الأجهزة الذكية والتي تزيد من نسبة الإصابة بقصر النظر بـ 30% مشيرين إلى قصر النظر يعتبر أكثر الأخطاء البصرية شيوعًا لأسباب وراثية وبيئية يصعُب منعها أو التحكّم بها.
وأوضحوا في حديثهم لـ"اليوم" بمناسبة الأسبوع العالمي للتوعية بمرض قِصَر النظر أن نسبة شيوع قصر النظر لدى الأطفال بالمملكة تتراوح من 18.5% إلى 40.7%، وأن قصر النظر يبدأ في سنٍ مبكرة لدى الأطفال تتراوح من 6 سنوات إلى 14 سنة.
وقال استشاري طب وجراحة العيون د حسين السقاف: "من المتوقع بحلول العام 2050 أن يعاني ما يقرب من نصف سكان العالم من قصر النظر. بسبب المستويات العالية من وقت استخدام شاشة الجهاز الذكي لها صلة بنسبة تزيد بنسبة 30% تقريباً بالإصابة بقصر النظر".
وأضاف أنه "في العام 2019 أصدرت المنظمة الصحة العالمية أول تقرير عالمي عن الرؤية، أحصت فيه وجود أكثر من مليار شخص بجميع أنحاء العالم من المتعايشين مع ضعف البصر؛ لأنهم لا يحصلون على ما يلزمهم من رعاية لعلاج حالات صحية من مثل قصر النظر وبعده والزرق وإعتام عدسة العين".
أعراض قصر النظر
أوضح السقاف أن أعراض قصر النظر تتمثل في تشوش الرؤية عند النظر إلى الأشياء البعيدة، وإغماض العينين أو إطباق الجفنين جزئيًّا من أجل الرؤية بوضوح، والصداع، وإجهاد العين، وقد يلاحظ البالغون المصابون بقصر البصر صعوبة في قراءة لافتات الشوارع أو لافتات المتاجر.
قد يشكو بعض الأشخاص من تشوش الرؤية في الإضاءة الخافِتة، كما يحدث أثناء القيادة ليلاً، حتى ولو كانوا يرون بوضوح في ساعات النهار ولا بد من زيارة الطبيب إذا حدث أي تغيّر في القدرة على الرؤية، أو وجود صعوبة في أداء بعض المهام، مثل القيادة، أو في حال وجدت أن ضعف نظرك يؤثر بالسلب على استمتاعك بالأنشطة المختلفة.
وقال طبيب عيون في مستشفى القوات المسلّحة بالجنوب د.عمر الصويغ: "قصر النظر يعتبر أكثر الأخطاء البصرية شيوعا، وتتنوّع مسببات قصر النظر ما بين عوامل وراثية وعوامل بيئية يصعُب منعها أو التحكّم بها".
وأضاف "قصر النظر من الممكن أن يبدأ في سنٍ مبكرة لدى الأطفال (تتراوح من 6 سنوات إلى 14 سنة) ويستمر بنفس الدرجة أو يتزايد عند النمو تدريجياً؛ فإنه من المهم الحرص على الفحص المبكّر لقُصر النظر خاصّةً ما قبل المرحلة الدراسية الابتدائية".
إن من العلامات الشائعة لقصر النظر التي من الممكن أن يلاحظها أهالي الأطفال هي: محاولة الاقتراب من شاشة التلفاز أو تفضيل الجلوس بالصف الأمامي في المدرسة "
فترات إجراء فحصوات العين
قالت الطبيبة المقيمة في طب وجراحة العيون د. حصة صالح التركي: "قصر النظر يحدث بسبب انكسار أشعة الضوء وتركزها أمام الشبكية بدلًا من الشبكية مباشرة وتحدث المشكلة لوجود عوامل بيئية ووراثية".
وشددت التركي على أهمية إجراء فحوصات العين بشكل منتظم من قبل طبيب العيون خلال الفترات التي تم تحديدها من قِبل الأكاديمية الأمريكية لطب العيون لمختلف فئات العمر.
وبينت أنه فيما يخص الأطفال والمراهقون تكون خلال 6 أشهر و12 شهرًا، ومرة على الأقل في الفترة بين 3 و5 سنوات، وقبل دخول الروضة في الفترة بين 5 و6 سنوات، وسنويًا في مرحلة الثانوية.
وأشارت إلى أنه بالنسبة للبالغين الأصحاء مرة واحدة على الأقل كل 5-10 سنوات للبالغين أقل من 40 سنة، وكل سنتين إلى 4 سنوات في الفترة بين 40 و54 سنة، وكل سنة إلى 3 سنوات في الفترة بين 55 و64 سنة، وكل سنة إلى سنتين بعد تجاوز 65 سنة، مع أهمية تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية للأطفال وزيادة الأنشطة على مسافات بعيدة مقدار ساعة إلى ساعتين في اليوم.
علاجات قصر النظر
قالت استشاري شبكية العين والتهابات القزحية تخصص أمراض شبكية الأطفال الخدج د. منى الدوسري: "لا يدرك الأطفال تحت سن ٨ أو ٩ سنوات دائما حقيقة كونهم يعانون من مشكلة في رؤية الأشياء البعيدة.
وأضافت "تعود أسباب قصر النظر للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بقصر النظر والخدج، وخاصة المصابين بمرض شبكية العين الخاص بالخدج يكون احتمال الإصابة بقصر النظر أكبر".
وتابعت "لعلاج قصر النظر هناك علاجات تقليدية مثل نظارات أو عدسات لاصقة بهدف تصحيح الرؤية، والعلاجات الجراحية مثل عمليات الليزك وعملية زرع العدسات داخل العينين".
وقال استشاري طب وجراحة العيون، الأستاذ المساعد بكلية الطب، جامعة الملك فيصل د. محمد الفلاح: "يرتبط قصر البصر وغيره من العيوب الانكسارية بالعديد من المشاكل منها صعوبات دراسية على رأسها تأخر في القراءة وغيرها من المهارات الأكاديمية، والتي تؤدي بدورها إلى تراجع التحصيل الأكاديمي للطفل، وإجهاد العين ويكون المريض أكثر عرضة للإصابة بانفصال وتمزقات الشبكية".