برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء نظمت بالمحافظة قبل أيام ندوة هامة ضمن البرنامج الذي تقوم به دارة الملك عبدالعزيز للتعريف بأعلام المملكة حول إنجازات الشيخ عبدالرحمن بن حسن القصيبي - يرحمه الله - ومن المعروف أن القصيبي هو من رجالات المؤسس المقربين إليه وهو أول تاجر عربي يفتح فرعا لتجارته في فرنسا قبل حوالي 100 عام وهو والد الوزير الشاعر غازي القصيبي - يرحمه الله - وكان محبا للأحساء التي ولد فيها وبدأ تجارته منها وكان حلقة وصل بين الملك عبدالعزيز والإنجليز، وقد عرف برعايته واهتمامه بالمساجد والمكتبات بالأحساء ومكة المكرمة، ومنح رتبة وزير مفوض أيام الملك المؤسس وعرف بتجارته الواسعة في البحرين والهند لاسيما في زمن تجارة اللؤلؤ، وله علاقاته الوطيدة مع كبار التجار في الهند حيث عاش فيها زمنا، ويرجع إليه التجار لتثمين اللؤلؤ الطبيعي وقتذاك، وقد وصفت هذه المرجعية - بتثمين القصيبي - فعندما يثمن دانات اللؤلؤ فهو التثمين الذي يلتزم به التجار ويعتمدون عليه.
ويعد الشيخ القصيبي الممول الرئيسي للمملكة بالأغذية وقت الشدائد والأزمات، ومن الروايات الشهيرة التي عرفت عنه أن المملكة مرت بأزمة وضائقة مالية ونقص غذائي في عهد المؤسس - يرحمه الله - قبل اكتشاف النفط، فما كان من القصيبي إلا أن شد رحاله من الأحساء إلى مكة المكرمة وطلب من سدنة الكعبة تزويده بثوب من أثوابها ثم توجه إلى الهند واجتمع بكبار تجارها المسلمين وعرض عليهم الحالة التي تمر بها المملكة بعد أن أهداهم ذلك الثوب، فهبوا جميعا للقيام بواجبهم الإسلامي، وبعد زمن قياسي قصير وصلت من الهند إلى المملكة برئاسة القصيبي مئات السفن المحملة بالأغذية بشتى صنوفها، فأكبر المؤسس هذه الخطوة الحميدة للشيخ القصيبي التي سدت جزءا كبيرا من تلك الأزمة التي مرت بها المملكة، وهذه رواية تضاف إلى سلسلة من المواقف المشرفة التي مارسها القصيبي خدمة لبلده، ناهيك عن مشروعاته الخيرية والإنسانية التي عرف بها واستفاد منها الكثيرون لاسيما أهالي الأحساء ومكة المكرمة.