@abolubna95
أصبح الإبداع والابتكار مؤخرًا، من العوامل الرئيسية والمهمة في نجاح منظمات المال والأعمال، بنوعيها الحكومي والخاص، وذلك من خلال تأثيرهما المباشر في عملية تنفيذ الخطط، وتحقيق المستهدفات، وارتباطهما الوثيق بنمو المنظمات وتقدمها، بل وتعزيز مكانتها وقدراتها التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية.
ويعرف الإبداع على أنه الإتيان بأفكار وأساليب وحلول جديدة غير تقليدية، بينما الابتكار هو تحويل هذه الأفكار إلى منتجات وخدمات ملموسة قابلة للتطبيق، أو التعامل مع أفكار مألوفة، ولكن بطرق غير مألوفة لم تكون موجودة سابقًا، والهدف من ذلك هو تحقيق التميز والتفرد المنشود، نحو الوصول إلى المستهدفات بكل كفاءة وفعالية.
لذا أصبح إيجاد البيئة الإبداعية من المرتكزات الأساسية، التي تعمل منظمات المال والأعمال على دعمها وتعزيزها، ونشر الوعي اللازم بين أفرادها تجاه ذلك، وأصبح البعد الإبداعي مكونًا أساسيًا من الخطط الإستراتيجية لجميع المنظمات وأحد قيمها المهمة، ومن الجدير بالذكر أن مردود الاهتمام بالإبداع والمبدعين، يتجاوز الفرد والمنظمة إلى المجتمعات والدول بصورة أكبر.
وتعلب القيادة دورًا مهمًا في إنشاء وتعزيز البيئة الإبداعية، لذا يتوجب على كل قائد أو مسؤول تشجيع المخاطرة والتجريب بين أعضاء فريق العمل، مع تقديم التوجيه والدعم إذا لزم الأمر. كما يتطلب ذلك أيضًا تحفيز الموظفين نحو التفكير الإبداعي في حل المشكلات، واتخاذ القرارات، وتقديم المكافآت المجزئة لذلك، مع توفير الموارد والأدوات والبرامج التدريبية اللازمة.
ويمكن تلخيص الخطوات العلمية والعملية للوصول إلى بيئة إبداعية، تحقق المكتسبات الآنفة الذكر فيما يلي:
- وجود برامج التوعية والتثقيف التي تبين أهمية الإبداع والابتكار، والأثر المباشر على الفرد والمنظمة.
- تعزيز ثقافة التواصل والتعاون بين أفراد فريق العمل، وتشجيعهم على مشاركة أفكارهم، وطرح وجهات نظرهم بكل حرية، ومنحهم الفرص لإثبات أنفسهم.
- توفير بيئات العمل المريحة والملهمة، والتي تعزز عمليات الإبداع والابتكار.
- ضخ المزيد من الاستثمارات في المشاريع الإبداعية والمبتكرة والأفكار الجديدة والمشاريع الواعدة.
- دعم وترويج الأفكار الإبداعية والابتكارات في وسائل التواصل المختلفة، وكذلك في المحافل والملتقيات ذات العلاقة.
- تكريم المبدعين والمبتكرين، وتطوير سياسات وحوافز تقديرية نوعية لهم.
ختامًا، من المهم أن يعمل كل قائد على إيجاد الوعي والفهم اللازم لدى الموظفين تجاه الأعمال والمهام الموكلة لهم، فإن ذلك من الأسباب المعينة على تحقيق الأهداف بصورة أكثر فعالية، بل تجاوز ذلك ليكونوا أكثر تفاعلًا وتحفيزًا، مما قد يؤدي إلى قدر أكبر من الإبداع والابتكار. كما يتطلب نشر الوعي بالإبداع والابتكار تعاونًا وجهودًا مشتركة بين الأفراد والمنظمات من جهة والحكومات من جهة أخرى، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الفردي والجماعي وذات أثر اقتصادي أكبر.