تحل اليوم الأربعاء الذكرى 51 لوفاة إسماعيل ياسين، الذي ولد بمدينة السويس إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 24 مايو عام 1972، تاركًا خلفه رصيدًا كبيرًا من الأفلام الكوميدية التي ما زالت تمتعنا حتى يومنا هذا.
ولم تشبه حياة نجم الكوميديا الأشهر في مصر أفلامه، إذ عاش ياسين حياة بائسة غير مستقرة، فلم يكمل دراسته الابتدائية وتركها بعد وفاة أمه ودخول والده السجن، ليبدأ حياة مليئة بالتعب والشقاء ويعمل في محل أقمشة.
عشق ياسين محمد عبد الوهاب فقرر الاتجاه للغناء فغنى في الأفراح والمقاهي، ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بفرقة بديعة مصابني، حتى رشحه فؤاد الجزايرلي في عام 1939 لفيلم "خلف الحبايب".
بعد ذلك انضم ياسين إلى فرقة علي الكسار المسرحية، وعمل مطربًا ومونولوجست وممثلًا، وأصبح أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام (1935- 1945).
دور السنيد
حقق ياسين نجاحًا باهرًا في السينما حتى أصبح أحد أهم نجومها، وظل فترة من حياته الفنية يقوم بدور "السنيد" حتى جاءت الفرصة وأصبح بطلًا لعديد من الأفلام، وشاركه البطولة أصدقاء العمر مثل رياض القصبجي، زينات صدقي، حسن فايق، عبد الفتاح القصري، توفيق الدقن.
كما أن إسماعيل من أوائل من حملت سلسلة أفلام اسمه، وهي واقعة لم تحدث سوى معه وليلى مراد.
ومن بين هذه الأفلام (إسماعيل ياسين في الطيران، إسماعيل ياسين في البوليس، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، إسماعيل ياسين في متحف الشمع، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، إسماعيل ياسين في الجيش).
وبرع ياسين في المسرح أيضًا، وأسس فرقة حملت اسمه، استمرت تعمل على مدى 12 عامًا من 1954 حتى 1966 قدم خلالها ما يزيد على خمسين مسرحية بشكل شبه يومي.
ابتعد يس عن المسرح والسينما في ستينيات القرن الماضي لأسباب كثيرة، أهمها كفه عن تقديم المونولوج، وتكرار نفسه في السينما والمسرح بسبب اعتماده على صديق عمره "أبو السعود الإبياري" في تأليف جميع أعماله، وتدخل الدولة في الإنتاج الفني في فترة الستينيات، وإنشاء مسرح التليفزيون الذي سحب البساط من الفرق المسرحية.
نهاية حزينة
انحسرت الأضواء عن ياسين بسبب مرضه بالقلب وتراكمت عليه الضرائب والديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية في عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وشارك في بعض الأفلام القصيرة، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى وعاش فيها فترة صعبة للغاية بلا أموال، حتى وافته المنية إثر أزمة قلبية حادة في مايو من عام 1972.
زينات صدقي
كثيرون غير إسماعيل ياسين أضحكوا الملايين بخفة ظلهم ومن خلال أعمالهم، بينما عاشوا حياة بائسة أو كانت نهايتهم حزينة للغاية.
من بين هؤلاء الفنانة زينات صدقي التي عاشت حياة صعبة وبائسة، إذ اضطرت إلى بيع أثاث منزلها لكي تتمكن من العيش تستطيع الإنفاق على نفسها.
وفي الوقت الذي تخلّى عنها الجميع، قرر الرئيس أنور السادات عام 1976 تكريمها واستلام درع عيد الفن لكنها رفضت الحضور بسبب عدم وجود ملابس مناسبة تليق بالحدث أو يمكن الظهور بها أمام رئيس الجمهورية.
حسن فايق
أما الكوميديان حسن فايق في بداياته الفنية فكان يسكن معه صديقه الفنان حسين رياض في غرفة فوق السطوح بحي السيدة زينب، حتى أصبح نجمًا مشهورًا، لكنه أصيب بالشلل النصفي وظل يعاني منه على مدار 15 عامًا قبل وفاته جراء إصابته بهبوط حاد في سبتمبر 1980.
يونس شلبي
عانى الفنان الكوميدي يونس شلبي في سنواته الأخيرة المرض، إذ أصيب بجلطات وأجرى عديدًا من العمليات وأنفق مبالغ كبيرة على العلاج حتى وفاته تاركًا 6 أبناء أكبرهم في الصف الثاني بكلية التجارة وأصغرهم في الصف الرابع الابتدائي.
وعانى أبناؤه اليتم كما عانى والدهم أيضًا اليتم مبكرًا، رغم كونه أحد مصادر البهجة الذين أسعدوا الملايين.
علاء ولي الدين
تحمل الفنان علاء ولي الدين مسؤولية أسرته مبكرًا في عمر الـ14 بعد وفاة والده الفنان سمير ولي الدين بشكل مفاجئ.
وعمل علاء في مهن كثيرة لمساعدة الأسرة حتى تخرَّج في كلية التجارة وبدأ مشواره الفني، وأصيب علاء بمرض السكر منذ كان عمره 16 عامًا.
وبعدما وصل لأدوار البطولة محققًا نجاحًا كبيرًا وشهرة وجماهيرية في الوطن العربي، توفي في سن مبكرة قبل أن يكمل الأربعين من عمره.