أمسية خاصة، تحمل بين حناياها الكثير من الاثارة والتشويق، سيشعل فتيلها عشاق كرة اليد السعودية الذين أعلنوا مبكرا زحفهم بغزارة نحو مدينة الأمير نايف بن عبد العزيز الرياضية بالقطيف، تلك التي ستكون صالتها مسرحا كبيرا مساء اليوم الخميس لمواجهتي الدور نصف النهائي من مسابقة "كأس الأمير سلطان بن فهد لكرة اليد"، وسط تواجد عمالقة القبضة السعودية: الأهلي، النور، الخليج، ومضر.
الخليج ومضر.. قمة اللاعودة
ستجذب بوصلة العشاق، وستحبس كل الأنفاس، فهي قمة لا تقبل القسمة على الغريمين، فإما إثبات الأفضلية للخليج أو تأكيد على العودة لمضر.
قمة بدأ اشتعال فتيلها في عوالم التواصل الاجتماعي، ووسط صوت العشق في المدرجات، ستنفجر براكينها ما بين شد وجذب ورغبة وطموح، وجنون سينشر المتعة ويخطف كل الألباب.
وبعيدا عن الأفضلية الكبيرة التي يعيشها الخليج منذ نهاية الموسم المنصرم، والثقة التي استعادها بعودة ذهب الدوري الممتاز إلى ساحل سيهات عقب غياب استمر لـ (22) عاما، فإن الأملح قادر على العودة للواجهة من جديد، فهو الكيان الشامخ الذي اعتاد منه الجميع أن يفرح فوق جراحاته.
فنيا، تميل الكفة نحو الدانة التي تملك فريقا متكاملا بدءا من الحراسة التي يتألق فيها الثنائي حسين المحسن وعبد الله العلي، إضافة للقوة الدفاعية التي توجته كأفضل فريق دفاعي في الدوري الممتاز، وكذلك التنوع الهجومي بوجود القائد الملهم لنجوم الخليج حسين الصياد.
أما مضر الغائب الحاضر، فلم يقدم المستوى الفني المعروف عنه منذ بداية الدور الثاني من الدوري الممتاز، وبانت نقاط الضعف الهجومية والدفاعية لديه مع تفاقم الإصابة لقائده حسن الجنبي، وعدم قدرته على تقديم المستوى الحقيقي له، في الوقت الذي يعاني فيه الفريق من تراجع مخيف على مستوى الحراسة، بعدما كان يمتلك حارسين من الطراز الرفيع.
الأكاديمية في اختبار الذكريات أمام الأهلي
ولن تقل مواجهة النور والأهلي في ثاني لقاءات الدور النصف النهائي اثارة وتشويقا عن سابقتها، فالنور يريد التأكيد على أن بريقه لا يخفت مهما عاندته الظروف، والأهلي يرغب بتوجيه رسالة للجميع مفادها بأنه عائد إلى عرين بطولاته.
النور وعلى الرغم من أفضليته الفنية، وخصوصا فيما يتعلق بالجانب الهجومي، الذي أرعب كافة المنافسين وتوجه كأقوى هجوم في الدوري الممتاز، إلا أنه يعلم تماما الامكانيات العالية التي يمتلكها الفريق الأهلاوي، وقدرته على صناعة الحدث متى ما غاب التركيز وحضر الاستعجال.
عشاق الأكاديمية يتذكرون جيدا الخسارة التي تعرض لها النور في بداية مشواره أمام الأهلي وكيف لعبت نتيجة تلك المواجهة في خسارة أبناء سنابس للقب الدوري الممتاز، بعدما حلوا في مركز الوصافة بفارق نقطتين عن الخليج.
وتتركز قوة الأهلي في الجانب الدفاعي بوجود الحارس المتألق عمرو عبد السلام، والثنائي المميز حسام نبيل وإلياس الزمال، والاعتماد على الهجوم المرتد بقيادة الثلاثي الأميز في صفوف قلعة الكؤوس.
وتقل فرص الأهلي فيما يتعلق بالهجوم المنظم رغم الاجتهادات الكبيرة التي يقوم بها نجمي الفريق حسام وإلياس، إضافة إلى وجود جناحين قادرين على احداث الفارق متى ما قدما عطائهما الحقيقي.
عشاق الأكاديمية أكدوا على حضورهم الكبير، ومساندة الفريق بكل قوة في طريق تعبيد الذهب، في الوقت الذي ينتظر فيه الكثيرون عودة الجماهير الأهلاوية التي عودت الجميع على التواجد بكل قوة في المواجهات الكبيرة.