يعيش العالم حالياً في عصر الثورة الصناعية الرابعة التي تشكلت ملامحها في وسائل تكنولوجية مثل "بلوك شين" والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والنانوتكنولوجي، وهو ما أسهم في انتعاش عدد من القطاعات مثل تتبع المعادن من المناجم إلى المستهلكين وتحليل البيانات لاستخدامها في إعادة التصنيع والتدوير.
وبالطبع مع أي تكنولوجيا جديدة يجب أن تتغير النماذج الاقتصادية بما يتوافق مع متطلبات العصر الجديد، ولهذا ظهر نموذج "الاقتصاد الدائري"، حيث يتوقع البعض ألا يتحدث أحد عن الاقتصاد الدائري، ولكنه سيكون حالة اقتصادية عادية عام 2030 تهدف إلى تقليل الهدر وخفض استهلاك الطاقة والمواد الخام.
ويعرف الاقتصاد الدائري بأنه نموذج اقتصادي يستهدف تقليل المهدر من المواد والسلع والطاقة والاستفادة منها قدر الإمكان، بحيث يتم خفض الاستهلاك والنفايات والانبعاثات، وذلك عن طريق تبسيط العمليات وسلاسل الإمداد، فهو اقتصاد يتم فيه استخدام الموارد ولكن لا يتم استنفادها على عكس الاقتصاد الخطي.
دعم كبير
ويحظى الانتقال إلى النظام الدائري بدعم سياسي كبير، فمثلا يهدف الاتحاد الأوروبي إلى الانتقال إلى اقتصاد دائري لجعل أوروبا أنظف وأكثر قدرة على المنافسة، فخلال أعوام قليلة وبحلول 2030 لن يسمح لسلاسل التوريد بإنتاج النفايات.
ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي فإن الاقتصاد الدائري يمكن أن يمثل سوقًا بقيمة 4.5 تريليون دولار بحلول عام 2030، كما أنه سيخلق 6 ملايين وظيفة، مع توقعات زيادة أرباح الشركات التي تعتمد على هذا النوع من الاقتصاد بنسبة 150%.
#ندوة_التنمية_المستدامة: #الاقتصاد الدائري أحد أهم النماذج المحفزة للإبتكار https://t.co/PVY2wI15em#صحيفة_اليوم@MoEnergy_Saudi pic.twitter.com/WrBfnJqu1D— اقتصاد اليوم (@alyaum_eco) February 12, 2020
مميزات الاقتصاد الدائري
وتجذب منتجات الاقتصاد الدائري الكثير من الناس حيث أظهرت دراسة لمدرسة وارتون بجامعة بنسلفانيا أن سبب شراء المستهلكين للمنتجات والعلامات التجارية المستدامة كان بهدف نيتهم تحسين البيئة 30%، وتقليل نفايات الإنتاج 23%، وتقليل انبعاثات الكربون 22%، مع الرفق بالحيوان 17%.
كما أنه من أهم منتجات الاقتصاد الدائري زيادة الألفة مع العملاء ففي الاقتصاد الخطي تبيع الشركات منتجات جديدة إلى النقطة التالية في سلسلة التوريد وتترك لشركائها التعامل مع العملاء في المصب، ولكن الأعمال الدائرية، تتطلب حوارا مستمرا على امتداد النظام البيئي للأعمال خلال عمر المنتج.
صديق للبيئة
وبالطبع يعد الهدف الأساسي للاقتصاد الدائري وأساس عمله هو تقليل الانبعاث الحراري، فهو يعتمد على إعادة التدوير وإعادة استخدام المنتجات الدائرية وبالتالي يستخدم طاقة أقل التي لها تأثير أقل على البيئة من الطرق التقليدية. أيضًا يمكن للمنظمات التي تتبنى طرق التخلص الآمن أن تقلل من تأثيرها البيئي.
فوفقًا للمرصد العالمي للنفايات الإلكترونية تم توليد 53.6 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم في عام 2019 7.3 كيلوجرام للفرد، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 74.7 ميجاطن بحلول عام 2030.
انخفاض التكاليف
ويتم تصميم نماذج أعمال الاقتصاد الخطي حول المستخدم الذي يمتلك المنتج، مما يؤدي إلى ضعف الاستخدام، بينما تضمن نماذج المنتج كخدمة والاقتصاد التشاركي زيادة استخدام المنتج، مما يتيح زيادة الدخل لكل وحدة.
إذ يتم تصميم المنتجات الدائرية لإعادة استخدامها أو إصلاحها أو تجديدها وتفكيكها في النهاية، ولذلك فإن تكلفة المواد تكون أقل وبالتالي تكون الخدمة المطلوبة من المنتج أكثر فعالية من حيث التكلفة بسبب زيادة استخدام المنتج.
الاقتصاد الدائري يوفر 77 ألف وظيفة https://t.co/D5wQM6zzAH #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم @alyaum pic.twitter.com/1TADO2yVKk— اقتصاد اليوم (@alyaum_eco) August 16, 2021