«حلق إلى أعلى نقطة أنت تستطيع الوصول، فإن أردت ولسبب ما عجزت، حاور ما يعجزك وجند قدراتك وعزائمك، واشحذ خيالك، ونافس ذاتك وسخر ما أعجزك، وحفزه ليسايرك، وحتما، بعد مشيئة الله، ستحقق ما ترغب به وسيصلك» لسبب ما تخيلت هذه العبارات، واستحضرها ذهني، وتصورت أنها ضمن أحاديث جالت في أذهان أصحاب السبع والعشرين جائزة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة للعام 2023 الأفذاذ العباقرة -ما شاء الله- عندما بدأوا مسيرة هذا المصير، لم يكن مجهودهم عاديًا، ولم يكن مجرد حدث، بل كان عطاء من ذاتهم، من أجله تخلوا عن أشياء كثيرة وفروا وقت المتعة، وأنفقوه في الدرس، هجروا لحظات الفراغ، وجالسوا البحث، بل لا بد أنه قد فاتهم شيء من متع الحياة، استمتع به أقرانهم، ولكن هم زهدوا به من أجل هدف، وما أجله من هدف!، وما أقيمه من حدث!. حدث يجب عليه أن تحفر أسماؤهم على أروقة مدارسهم وفي جامعتهم، يجب أن يكونوا حقيقة مثبتة لكل نشء يراوده حلم كهذا، أسر الأفذاذ المجتهدين بعضهم هم من أشعل فتيل الحلم مبكرًا، ودفعوا بالقدرات، وعبَّدوا الطرقات، ونفوا من قاموس أبنائهم المستحيل، وجعلوهم منذ الصغر يرسمون هدفًا واضح الملامح عنوانه لكل مجتهد نصيب، وبعضهم لم يصدقوا ذلك العزم أو لم يتنبهوا له، ولكن روح الإصرار لفتتهم ليسندوا الأفذاذ، وفهموا أن المشيئة، بعد مشيئة الله تصنع المعجزات. وبعضهم حلم مع أبنائهم وشاركوهم تفاصيل ذاك الحلم، ليكون حقيقة ترجمها إنجاز فيه ساروا معهم، مؤيدين خطوة بخطوة في دروب العناء، وقد يكون هناك أسر لم تأبه لتلك الإرادة، وسار هو أو سارت هي وحيدًا أو وحيدة في درب الاجتهاد، وحققوا المراد، وقد يكون في ذاك الدرب صادف معلمًا، أو صادفت معلمة اسقوهم جزم مركباته لكل بذل مردود ونصيب. أو في ذاك الدرب كان هناك صديق أو صديقة، مدير أو مديرة، أعمام أو أخوال رأوا ما لم يره الوالدان، فأذكوا عبارات التشجيع، فكانت جنحانًا للتحليق، وبعد حين حلقت الإرادة لتقف شامخة على قمة الاستحقاق. أو قد تكون رؤية أمير آمن بالشعب السعودي العظيم، وأبطل من قاموسه كلمة مستحيل، فاشتعل حماس رواد المستقبل، ومنهم أصحاب الجوائز السبعة والعشرين، وبمشيئة الله سيتبعهم كثير.
*رسالة لذوي العزم: في غفلة الزمن لا تنسوا ما حصدتموه، فهو نتاج نفيس دومًا بفخر تذكروه، وكونوا على يقين، أنتم علامة فارقة، وسطر ذهبي في تاريخ إنجازات مملكتنا المجيد، هنيئًا لنا بكم قادة مستقبل وطننا العظيم، ولكم مني تحية إجلال وتقدير.