أكد مختصون أن أغلب المصابين بمرض التصلب المتعدد من فئة الشباب، وأن أعراض المرض غير مرئية وخفية، مشيرين إلى أهمية تكاتف المجتمع معهم كون مرضهم غامض ولا تُعرف أسبابه.
وأوضح المختصون في حديثهم لـ"اليوم" بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد الموافق 30 مايو، أن 2.5 مليون شخص يصابون بمرض التصلب المتعدد في العالم، وأكثر من 30٪ من المرضى المصابين معرضين للإعاقة الجسدية في غضون 20-25 عامًا بعد ظهور المرض في حال لم يتلقوا العلاجات.
مرض التصلب المتعدد
قالت استشاري طب الأعصاب والتصلب المتعدد والأمراض العصبية المناعية المركزية في مستشفى الملك فهد التعليمي د.فوزية الشمراني: لدى مرضى التصلب اللويحي عرض خفي بخلاف الأعراض الأخرى، فهم يعانون من الإرهاق والخمول والتعب.
وأضافت أنه "على كافة المؤسسات الحكومية والخاصة أن يكون لها دور في مساعدة المرضى طوال العام كونهم فئة تستحق الاهتمام والرعاية وبث الفرح والسرور فيهم وعلى أطفالهم وذويهم".
وتابعت الشمراني: "مرض التصلب المتعدد مرض غامض ولا يزال الكثيرون يجهلون أعراضه حتى من الأطباء، خصوصاً انه يصيب الكثير من الشباب ويعانون من أعراض غير مرئية منها التنميل والوخز وضعف النظر والإرهاق، ويعتبر ثاني سبب للإعاقة في الشباب بعد الحوادث المرورية".
قال استشاري المخ والأعصاب والمتخصص في أمراض الأعصاب الطرفية وأمراض العضلات د.ماجد العبدلي هناك أسباب كثيره قد تؤدي إلى تأخر التشخيص منها عدم وضوح الأعراض للمريض.
وأضاف أن الأعراض تتباين من أعراض خفيفة إلى شديدة، وتتشابه بعض الأعراض مع أمراض أخرى كالتهاب العصب الخامس وغيرها من الأعراض التي تكون منفردة.
وقالت استشاري طبيب المخ و الأعصاب وأمراض الصداع والذاكرة د.نورة عيسى المسلم "على المصابين بالمرض التأكد من صحة التشخيص، والحرص على البدء المبكر في العلاج وقت التشخيص قدر الإمكان وهو مثبت علمياً أنه يغير من مسار المرض إلى الأفضل، مع أهمية تجنب استثارة نوبات المرض بالعوامل المعروفة مثل الحرارة والالتهابات المعدية والتوتر".
وأضافت أنه لا يمكن التنبؤ بأعراض المرض فهي تختلف من شخص لآخر، والحرص على تدوين مسار المرض وتطوراته والنوبات بالنوع والتاريخ والاستجابة للعلاج حتى يتم عرضها على الطبيب في حالة التغيير لآخر أو الانتقال إلى مدينة أخرى.
أسباب التصلب المتعدد
قالت طبيبة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د.نور المحيش : "ينتج مرض التصلب المتعدد عن اضطراب في المناعة يؤدي إلى مهاجمة مادة المايلين المغلفة والواقية للأعصاب ما يؤدي إلى حدوث اعتلال في الاعصاب المصابة، يصيب بكثرة فئة الشباب، ويحتاج لمتابعة طويلة".
وأوضحت أن المرض يحتاج تقديم دعم للمريض من ذويه ومن خبرات مختصة، ومن الأهمية الذهاب للمراكز والجمعيات المتخصصة التي تساعد مرضى التصلب باحتياجاتهم التثقيفية، والصحية وتقديم الاستشارات الطبية، والنفسية، والقانونية، والاجتماعية، والأسرية وغيرها من الخدمات.
بينما قال استشاري طب الأعصاب والأعصاب الطرفية والعضلات مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر د أنس الدحيلان "على حد علمنا، لا ينتج التصلب المتعدد عن سبب واحد، ولكن يبدو من الجينات وعوامل أخرى في الطبيعة تساهم في تعرضك لخطر الإصابة بالتصلب المتعدد".
وأضاف أن "هناك عوامل قد يكون لها علاقة بالمرض منها عوامل وراثية أو فيروس شائع يسمى فيروس إبشتاين-بار، والتدخين أيضاً من عوامل خطورة الإصابة بالتصلب المتعدد، وَبشكل عام كل ما ابتعدت عن خط الاستواء (زيادة خط العرض) كلما زادت خطورة الإصابة بالمرض؛ إذ أن المستويات المنخفضة لفيتامين د تزيد من احتمالية الإصابة بالتصلب المتعدد".
وتابع الدحيلان "يتعرض المريض لانتكاسات تمثل في ظهور أعراض جديدة أو تفاقم القديمة واستمرارها لأكثر من 24 ساعة، دون وجود تفسير لذلك ويمكن أن تستمر من بضعة أيام إلى بضعة أشهر، يليها الشفاء الكامل أو الجزئي".
وأوضح أنه يسبق الانتكاسة فترة (لا تقل عن 30 يوما) من الاستقرار السريري (أي عدم وجود أعراض جديدة أو تفاقم لأعراض سابقة)، وخلال الانتكاسة، يحدث هجوم مناعي على الجهاز العصبي وخاصة على غشاء المايلين والذي بدوره يؤدي لالتهاب المايلين، وبالتالي إلى تفاقم الأعراض السابقة أو ظهور أعراض جديدة، وأدوية تغيير مسار المرض تساهم في الحد من الهجمات والعجز الذي ممكن يصاحب المرض ومن المهم أخذ علاج المناسب لكل مريض حسب حالة المريض وشدة المرض".
وقالت استشاري الاعصاب واضطرابات الحركة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د.زينب عبداللطيف العرفج: "التصلب المتعدد هو مرض التهابي بوساطة مناعية يهاجم المحاور النخاعية في الجهاز العصبي المركزي، ويدمر المايلين والمحاور بدرجات متفاوتة وينتج إعاقة جسدية كبيرة في غضون 20-25 سنة في أكثر من 30٪ من المرضى".
وأضافت أن "السمة المميزة لمرض التصلب المتعدد هي نوبات أعراض تحدث على فترات متباعدة أشهر أو سنوات وتؤثر على مواقع تشريحية مختلفة، ويتأثر أكثر من 2.5 مليون شخص بمرض التصلب في جميع أنحاء العالم".
ويعتبر مرض التصلب المتعدد الآن السبب الرئيسي له إعاقة عصبية عند الشباب، وعلاج التصلب المتعدد له جانبان العلاج المناعي لاضطراب المناعة الكامن والعلاجات لتخفيف الأعراض أو تعديلها، وعلاج الانتكاسات الحادة يكون بعلاج الكورتيزون أو غسيل البلازما، وإذا تُرك دون علاج ، فإن أكثر من 30٪ من المرضى المصابين بالتصلب اللويحي سيصابون بإعاقة جسدية كبيرة في غضون 20-25 عامًا بعد ظهور المرض.