«أنت أعلى من الوظيفة»..
«أنت بلا خبرة»..
- أكثر عبارتين تترددان على مسامع المتقدمين على بعض الوظائف في قطاعات متنوعة، والحقيقة أنها حجة محبطة لا مبرر لها، خاصة لحديثي التخرج بمختلف شهاداتهم وتخصصاتهم ودرجاتهم العلمية، فمن غير المعقول ما يحصل في بعض الحالات أن يدرس أبناؤنا وبناتنا باجتهاد لينالوا مثل هذه الردود الخالية من التقدير لما مروا به وحققوه، فحديث التخرج لن يصقل مهاراته إلا بممارسة العمل، وما يتحجج البعض به باستمرار عن عدم وجود وقتٍ كافٍ لتدريب هذه الفئة فشل إداري واضح، لأن من زكاة العلم نشره أولًا، ولأنهم أبناؤنا وبناتنا ثانيًا ويستحقون منحهم الفرص والتأهيل العملي المناسب بدلًا من سحق آمالهم وحماستهم بهذه الردود المستفزة.
- لطالما عانت هذه الفئة - وأعرف شخصيا من تخرجوا من جامعات عريقة بشهادات عليا - وتم رفضهم في سوق العمل بحجة أنهم أعلى من المطلوب وفي نفس الوقت لا يمتلكون الخبرة العملية! متناسين أن من درس واجتهد ونال مثل هذه الشهادات العلمية المرهقة لن يعجزه التعلم السريع أثناء ممارسة العمل.
- إن معضلة التوظيف وشروطه غير المقنعة لكثير من الوظائف المبتدئة لا تزال تؤرق شبابنا، فلا قواعد ثابتة ولا أساليب مهنية حتى عند الرفض، حيث يجري الخريج عددا من المقابلات الشخصية ثم لا يجد أي رد بعد ذلك! في مشهد محزن ومحبط ولا يليق بمن يركض نحو الكمال والاحترافية في كل جانب، وإني أتساءل: ما المانع حينها من إبلاغ المرشح بأسباب الرفض؟ على الأقل في رسالة توعوية له ليقوم بتطويرها، هذا في حال كانت هذه المقابلات للتقييم الحقيقي.
المملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومهبط الوحي، أمر يعكس مكانتها الرائدة في العالم الإسلامي، الذي ينطلق منه نهجها الراسخ في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظه الله».. في الحرص على تقديم أفضل سبل الرعاية لكل من قصد الحرمين الشريفين حاجا أو معتمرا أو زائرا.
الاستعداد الباكر لموسم الحج أمر يعود بالذاكرة للمشهد التاريخي، مشهد يتأصل في ذاكرة تاريخ البلاد، التي دأبت على بذل كل التضحيات في سبيل سلامة وراحة وأمن ضيوف الرحمن كنهج راسخ يتجدد عبر السنين منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.. وهنا وقفة للتأكيد على جميع الحجاج الالتزام بالطرق النظامية وعدم الوقوع في شرك الإعلانات المضللة لكي ينعكس ذلك على راحتهم وسلامتهم في أداء الشعائر بأمن وطمأنينة، فالمسؤولية مشتركة والهدف واحد.
التخطيط الإستراتيجي الباكر لضمان أمن وسلامة وراحة ضيوف الرحمن، والذي يشارك في تنفيذه مختلف الجهات الحكومية، وما يلتقي مع ذلك من التطوير المستمر للخطط العامة المعنية بموسم الحج التي تتم وفقًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - يحفظهما الله - أمر يعكس رعاية القيادة الحكيمة على توفير كل ما من شأنه تحقيق أمن وسلامة ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف وفقا لنهج راسخ في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.
المكانة الرائدة للمملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي شأن يلتقي مع ما توليه القيادة الحكيمة من اهتمام متكامل وتضحيات لا محدودة في سبيل ضمان أمن وسلامة وراحة ضيوف الرحمن في رحلتهم الإيمانية في مشهد يستديم طوال العام ويتطور في إستراتيجياته التي تسخر أحدث التقنيات والإمكانيات لضمان أن ترتقي جودة المنظومة القائمة على خدمة الحرمين وكل مَن قصدهما من ضيوف الرحمن إجمالًا وما يرصد في هذه الأيام من تنظيمات وترتيبات تعنى بحجاج بيت الله على وجه التحديد.