لو لم أكن سعوديا لتمنيت أن أكون سعوديا لأسباب ومعطيات وجيهة، فبلادي تنعَم بالأمن منذ عهد التأسيس وحتى اليوم، فأصبحت واحة لهذه النعمة في وقت تتناحر فيه العديد من شعوب العالم، فالحروب والفتن والقلاقل ما زالت مستمرة في ربوعها، وتكاد تغلي كالمرجل بالفتن ما كبر منها وما صغر، وتلك الأمنية تعود إلى أن هذا الوطن ينعم بقضاء مستقل، يطبق رجالاته ما جاء في الشريعة الإسلامية السمحة دون هوادة أو تقصير، والأمنية مرتبطة بقيادة ضربت وما زالت تضرب بقبضة من حديد على الفساد والمفسدين في الأرض، وملاحقة من يحاولون ترويج المخدرات والقبض عليهم، وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي أفعالهم الشريرة، والأمنية مرتبطة أيضًا بتحكيم القيادة الرشيدة في هذا الوطن المعطاء -أيدها الله- لكتاب الله وسُنة خاتم أنبيائه ورسله في كل أمر وشأن، ولذلك استقرت البلاد، وتمتع المواطنون فيها بالطمأنينة والرخاء ورغد العيش، والأمنية مرتبطة كذلك بوطن عزيز دان قادته وما زالوا يدينون الظلم والعدوان والتدخل في شؤون الغير، والأمنية مرتبطة بقادة ناصروا الحق ودافعوا عنه، وبذلوا الأموال الطائلة للشعوب المضطهدة من جراء الحروب والزلازل، وكانوا أنصارًا للفقراء في كل أقطار الدنيا وأمصارها.
والأمنية في جوهرها ذات علاقة وطيدة بقيادة واعية، تتمتع برؤى صائبة وهي تصنع مستقبل المملكة عبر رؤية واضحة، سوف ينتقل الوطن عبر تطبيقها، بفضل الله، ثم بفضل حكمة قيادته، في زمن قصير من عمر تقدم الشعوب ونهضتها إلى مصاف الدول العظمى، والأمنية مرتبطة بقيادة رشيدة تتمتع بعلاقات وطيدة مع كل دول العالم المحبة للعدل والسلام والحرية، فنالت ما نالته من مكانة رفيعة من لدن قادة العالم وزعمائه في الشرق والغرب، والأمنية ذات ارتباط بأخذ قادة هذا الوطن بكل مستجد في سائر العلوم والثقافات وتطبيقها دون الإخلال بمبادئ عقيدتنا الإسلامية الغراء، ونتيجة لذلك فقد جاء هذا التقدم في كل المجالات والميادين، وعلى رأسها ما يتعلق بالشأن الاقتصادي، حيث قطعت المملكة أشواطا بعيدة في مضاميره، والأمنية تنبثق من الاستناد إلى سياسة خارجية متزنة تمكنت بها المملكة من معالجة سائر القضايا العالقة بحكمة فائقة ما زالت محط إعجاب وتقدير وتثمين قادة العالم في كل مكان، وترتبط هذه الأمنية بسعي المملكة لرأب الصدع بين الأشقاء في العالمَين العربي والإسلامي، وقد اعترف قادة هذه المعمورة بما لدى قيادة المملكة من رؤى ثاقبة لإحلال السلام والوئام في سائر بؤر النزاع والتوتر في كل مكان.