يمكن تعريف الإيجابية السامة أنها الاعتقاد بأنه مهما بلغت صعوبة أو قسوة أي موقف، يتعين على الشخص الحفاظ على شعور وعقلية إيجابيية.
وعلى الرغم من الفوائد المتعددة للتفاؤل والتكفير الإيجابي، إلا أن الإيجابة السامة تقوم على رفض وإنكار كل المشاعر السلبية، في صالح تصدير حالة من البهجة غير الواقعية.
ويشير التقرير المنشور بموقع "verywellmind" أن امتلاك نظرة إيجابية للحياة أمر جيد للصحة العقلية، لكن المشكلة أن الحياة ليست إيجابية دائمًا، وجميعنا لدينا مشاعر وخبرات مؤلمة مررنا بها.
ورغم أن هذه المشاعر ليست سارة، إلا أنها تحتاج إلى الشعور بها والتعامل معها بصراحة وصدق، لتحقيق تقبلها والوصول إلى حالة نفسية أفضل.
الإيجابية السامة تعني اتباع أسلوب المشاعر الإيجابية فقط بالحياة، ونبذ أية مشاعر سلبية، هذا الأمر يحرم الناس من الدعم الحقيقي الذي يحتاجونه للتعامل مع المواقف الصعبة التي يواجهونها.
أبرز الأمثلة على الإيجابية السامة
تتخذ الإيجابية السامة أشكالا مختلفة من السلوكيات والتصرفات، فعلى سبيل المثال:
خسارة وظيفة
عندما يتعرض شخص لموقف سيء كفقدان وظيفته، يبدأ الناس بترديد جمل مثل "حاول أن تكون إيجابيًا" أو "انظر إلى الجانب المشرق، ستفعل..".
رغم أن هذه الجمل تكون بدافع التعاطف، إلا أنها تغلق الباب أمام ما يريد الشخص قوله حيال ما يشعر به.
الفقدان
عندما يفقد أحدهم شخص عزيز عليه، ويسمع جمل مثل "كل شيء يحدث لسبب"، قد تكون هذه محاولة من الناس لمساعدته على الشعور بالراحة، ولكن هذه الطريقة تمثل تجاهل تام لشعوره الخاص بالألم.
خيبة الأمل والحزن
بعد تجربة مؤلمة يعبر فيها الشخص عن شعوره بالحزن الشديد وخيبة الأمل، ثم يسمع قول أحدهم "السعادة اختيار، فاختر أن تكون سعيدًا".
هذا يعني أن إحساس الآخرين بشعور سيء هو خطأهم من الأساس، نظرًا لعدم اختيارهم أن يكونوا سعداء.
عادة تكون هذه العبارات حسنة النية، إلا أن قائليها لا يدركون أنها تسبب ضررًا أكثر من الفائدة.
التفاؤل مقابل الإيجابية السامة
من الممكن أن تكون شخص متفائل في مواجهة مشكلاتك وتجاربك الخاصة، وتستطيع التصرف خلال الأزمات بأسلوب محكم.
ولكن هذا ليس مبررًا لإخبار الأشخاص المضغوطين أو الذين يمرون بصدمات نفسية قوية، بالبقاء إيجابيين ومتفائلين قدر الإمكان، فطاقات الناس مختلفة بكل تأكيد.
ما أضرار الإيجابية السامة؟
الإفراط بالإيجابية يؤذي الآخرين بشكل كبير، ويحد من قدرتهم على مشاركة مشاعرهم مع غيرهم، بل يجبرهم على كتم تلك المشاعر وإخفائها.
وللإيجابية السامة عدة أضرار منها:
إحساس العار والخجل
تتسبب الإيجابية السامة في إحساس الأشخاص بأن مشاعرهم غير مقبولة، وبالتالي يشعرون بالخجل من مشاركتها مع الآخرين.
في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى من يسمعهم ويقدم لهم كامل الدعم.
الشعور بالذنب
توصل رسالة بأنك إن لم تجد طريقة للشعور بالسعادة، حتى في مواجهة المواقف الصعبة، فأنت لا تقوم بما عليك بالقدر الكافي، وبالتالي يزداد شعورك بالذنب.
تجاهل المشاعر الحقيقية
تعمل كآلية ثابتة لتجنب المشاعر الحقيقية، وتمنع الأشخاص من الإحساس بالمواقف كما ينبغي، ومع الوقت يفقدون التعبير عن مشاعرهم الصادقة، فتزداد الآثار السلبية عليهم.
نقص الخبرات
هذه الطريقة تجبر الناس على تجنب اختبار المشاعر الحقيقية للمواقف الصعبة، فيفقدون القدرة على النمو واكتساب الخبرات، التي تؤهلهم للتعامل بالشكل الصحيح مع هذه المشكلات في المستقبل.