دائمًا ما يوصينا المحاضرون المختصون في التنمية البشرية، بأن نوجد عبارة تحفيزية، تسهم في شحذ همتنا وتوجيهنا إلى هدف نستطيع من خلاله أن نسخّر كافة جهودنا للوصول إليه، وهذا بلا شك أنه أمر مجرّب ومناسب، ولكن عندما تصل إلى هدفك سينقطع عنك الوقود المحرك، وعندها ستتوقف عن المضي في طريق النجاح.
يقول جيم كارثكارت وهو مدرب محترف ومعتمد لدى أكاديمية كن، ومؤلف لـ20 كتابا عن المبيعات والتسويق وعلم النفس وتحسين الذات، في إحدى محاضراته، إنه ألقى محاضرة في مقر إحدى الشركات، ولفت نظره شاب يدعى تيد، كان عمر هذا الشاب آنذاك ١٩ عاما، حيث كان واضحا عليه اهتمامه بمتابعته وتسجيله لكل ما كان يذكره جيم في المحاضرة، حتى أن تيد عرض على جيم، أن يتناولا الغداء سويا، وعندها طلب من جيم أن يوصيه بعبارة تحفيزية، تساعده على تحفيز نفسه، للوصول إلى هدفه، فقال له جيم: ماذا تريد أن تصبح بعد؟ ما هو هدفك؟ قال تيد: أريد أن أصبح مدير مبيعات دوليا، فقال له جيم آنذاك، اسأل نفسك في كل يوم ما الذي سأفعله اليوم لكي أكون مدير مبيعات دوليا؟ وعندها استوعب تيد الدرس، وبخطوات ثابتة، وخلال سنة، استطاع أن يحصل على جائزة أفضل مدير مبيعات في شركته متفوقا على أقرب أقرانه بـ ٣٠٠ نقطة.
إن سؤالا واحدا كان سببا في شحذ همم تيد، ليصل إلى ما وصل إليه، فحري بنا أن نتحدى أنفسنا، لنكون هدفا متحركا لن نصل إليه، ولكي نحفز أنفسنا بأن تبحث عما هو أفضل بالنسبة لها دومًا، فتكون أحسن مما هي عليه، وألا ترضى بما وصلت إليه، حتى لا تدخل لدائرة الراحة، التي ستتوقف معها عن العمل والعطاء والتحسين، لذا أوصانا سيد الخلق، بالاستمرارية في العمل والاجتهاد، حتى قيام الساعة، فقال «عليه الصلاة والسلام»: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها).
قال كعب بن زهير:
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني
سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها والنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أملا
لا ينتهي العيش حتى ينتهي الأثر