إن يسرق السارق، ويكذب الكاذب، ويجرم المجرم، ويزور المزور، ويقع المتعاطي في آفة المخدرات، ويروج المروج، أو يظلم الظالم، وأن تفعل كل الكبائر وغيرها من السلوكيات السيئة فمن هو المسئول؟!!
جميع من ذكرتهم ممن يعيثون في الأرض فساداً يستحقون أشد أنواع العقاب لكن السؤال هنا؟ ما الأسباب؟ وما المسبب لهذا الفساد الذي لا يقره دين ولا شرع؟! الجواب بالتأكيد التربية السيئة.
التنشئة من أهم الأسس التي يقوم عليها بناء الإنسان، فلو بُني على أُسس قوية من القيم والمبادئ الإسلامية واستمر في جميع المراحل العمرية وحتى الكبر لما انهار في بعض الأسر.
ليس الشاب أو الشابة اللذان بلغا من العمر السن القانونية الذي يسمح لهما بالعمل والتعامل في كل الأمور العملية والحياتية لا يحتاجان لتوجيه الكبار أصحاب الرأي الصائب والتجربة.
في رأيي وأنا تربوية أن التربية الإيجابية تبدأ من سن الطفولة المبكرة وتستمر، وليس لها حد معين أو عمر زمني، فالعلاقات الصحية القائمة على الصدق والصراحة والقدوة الحسنة تأثيرها كبير وناجح.
الجو الأسري الصحي المتجدد الذي يزرع الإيمان الكامل في نفوس الأمانة بكل ما أمر به الشرع ونهى عنه، واجب ديني قبل أن يكون ضرورة محتمة باعتبار الأسرة الوسط الأول الحاضن للأبناء، والمؤثر تأثيراً بالغاً في ما يفكرون به صغاراً كانوا أو كباراً، وأشدد على الاهتمام بهم في مرحلة المراهقة الحرجة ومع أصدقاء السوء.
كثيراً ما نسمع.. اُلقي القبض على.. وعلى.. جميعهم خارجون عن العدالة والأسباب التربية القاصرة.
والسجن ٢٨ عاماً وغرامة ۱۰ ملايين ريال لمتهميْن استوليا على أموال بالاحتيال.
التصرفات السلوكية السلبية التي تحدث أثناء التربية لا يجب التساهل فيها أو إهمالها، حتى لا ترافقهم في جميع مراحل حياتهم وبالطبع يتوارثها أبناؤهم من بعدهم لا قدر الله.
أذكّر: مسؤولية التربية لا تقتصر على الوالدين، بل تشمل الأسرة كلها والمدرسة أيضاً مسؤولة وتعتبر واحة يفوح فيها نسيم التربية العطر، حيث فيها تغرس القيم والأخلاق الرفيعة، وهي الصرح الشامخ الذي يملأ النفوس بالثقة والانتماء، فهي القادرة على صنع وبناء جيل قيادي واع، قادر على تحمل المسؤولية لأن الطالب يجد القدر الكافي من التربية والتعليم، منها النظري والعملي فيجب على المعلم أن يعيَ ويدرك دوره ليس في التعليم فقط، فالتربية قبل التعليم، فلا فائدة للعلم بدون تربية.
مفهوم التربية الأسرية كما أكده المربون، تكاتف البيت والمدرسة من الناحية الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وتوجيه الجهود لرفع الوعي من أجل تحقيق السعادة والاستقرار داخل الأسرة والمجتمع كله.
قد تكون التربية صالحة والأبناء شذوا عن القاعدة، فلا بأس فتعديل السلوك ليس بالمستحيل.
[email protected]