تحتفي جامعاتنا هذه الأيام بخريجيها وخريجاتها، وما أجمل فرحة الخريج وأهله، وخالص التهنئة لهؤلاء الخريجين الذين اختاروا الطريق الأطول من أجل تحقيق أهدافهم، وبالتالي جلب الفخر لأنفسهم ولوالديهم، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتوقف الخريج أو الخريجة عند ما أخذه في الجامعة أم سيستمر؟!
لا أعتقد أن الناجح سيتوقف، ولا حتى الواقعي سيتوقف، فالآن بدأت مرحلة جديدة من تطوير الذات وبناء السيرة الذاتية، فالتعلم الضيق هو المحصور في المدارس والجامعات، أما التعلم الواسع فهو الذي قال عنه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: من المحبرة إلى المقبرة، وهو ما توصلت إليه الدراسات الحديثة.
السيرة الذاتية التي هي بوابة الوظيفة والنجاح، تحتاج إلى أن تكون ثرية وجاذبة، وثراؤها وجاذبيتها لا يكون بالرسومات والألوان، بل بما تحويه، ومن أهم ما تحويه ويثريها: الدراسة وقد درس الخريج ونال الشهادة، وباب الدراسات العليا ما زال مفتوحًا وفرصه الوظيفية متاحة وكبيرة، ومن استطاع فليكمل ولا يكسل، وأيضًا المهارات، وهذا ما يبحث عنه سوق العمل، وصاحب المهارة يستطيع أن يقيم مشروعه الخاص، وليس ملزمًا حتى برغبات أرباب سوق العمل، وهذه المهارات تتحقق بالتدريب والمران وتطوير الموجود، وتحتاج السيرة الذاتية إلى التطوع، فالأعمال التطوعية أجر من رب العالمين، ودليل على الجدية والحرص، وكم من متطوع وفقه الله بدعوة صالحة ممن استفاد منه، كما تحتاج إلى الحصول على الجوائز، ولذلك من المناسب للخريج المشاركة في المسابقات المعلنة في مجال تخصصه، أو في مجال يحبه ويبدع فيه.
المهم ألا يتوقف الخريج بحفل التخرج، ويظن أن هذا نهاية تكوين النفس وتطوير الذات، فمن لا يتقدم يتقادم، ومن لا يطور نفسه سيكون «كنتيا» رصيده فقط: أنا كنت وأنا كنت، ومن كذب على نفسه ليس شرطًا أن يستطيع الكذب على الآخرين، خصوصًا في هذا الوقت الذي أصبح كل شيء فيه مكشوفًا.
اقرأ في تخصصك ولا تتوقف، تابع المقاطع المفيدة من خلال يوتيوب، ولا تضيع في التفاهات التي تهدم ولا تبني، وقبل ذلك توكل على الله وبه استعن، فالأرزاق مكتوبة والرازق هو الله جل جلاله.
@shlash2020