عند الحديث عن تطور أندية كرة القدم عالميًّا تظهر العديد من النماذج لشركات خاصة وناجحة في مجالها، تملك أو تؤسس ناديًا لكرة القدم. وعلى الرغم من القفزات التي سجلتها كرة القدم ومسابقة الدوري في السعودية مؤخرًا، إلا أن الاستثمار الرياضي كان ينتظر انطلاقة توازي الدعم الحكومي الكبير للتطوير، انطلاقة بحجم ما أعلن عنه سمو ولي العهد، يوم الإثنين، لمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل (10) دوريات في العالم.
الأمثلة العالمية كثيرة على نجاح أندية كرة القدم في عهد الشركات والقطاع الخاص، ففي اليابان عدة أمثلة أبدؤها مع شركة ميتسوبيشي المتخصصة في الصناعات الثقيلة وصناعة السيارات وصاحبة المشوار الطويل في الرياضة الشعبية؛ إذ كانت من أوائل الشركات التي أسست ناديا لكرة القدم في العام 1950 بمسمى نادي متسوبيشي، الذي تحول اسمه لاحقا لنادي أوراوا الحاصل على بطولة دوري أبطال آسيا عام 2023، فضلًا عن دورها في تأسيس اتحاد كرة القدم الياباني عام 1965. في حين أن النادي الثاني في اليابان المملوك لشركة سيارات هو نادي يوكوهاما إف. مورينوس، المملوك لشركة نيسان للسيارات، والذي أسسته الشركة عام 1972 وكان يحمل اسمها «نيسان». في أوروبا يبرز في إيطاليا نادي إنترميلان المملوك لمجموعة «سونينغ القابضة» الصينية. وفي إنجلترا ملكية ليستر سيتي تعود لمجموعة كنج باور، وولفرهابمبتون «وولفز» يملكه تكتل فوسن الدولية، أما في ألمانيا فنادي وولفزبيرغ Wolfsburg تعود ملكيته لشركة فولكس فاجن للسيارات، إضافة إلى نادي «آر بي ليبزينغ» RB Leipzig المملوك لشركة مشروبات الطاقة رد بل، والذي حل ثانيًا في أحد المواسم خلف بايرين ميونيخ.
أندية كرة القدم الجماهيرية في السعودية أصول مادية ومعنوية ثمينة، وشعبيتها الطاغية تتجاوز المملكة إلى الدول الخليجية والعربية، ويتجلى حجمها عند الفوز بالبطولات (تتويج الاتحاد بدوري روشن مثالًا)، وتحويلها إلى شركات سيساهم حتمًا في استغلال هذه الأصول بما يليق بإرثها الرياضي، وباسم ومكانة السعودية ورؤيتها الطَّمُوح.