@DrAlghamdiMH
• في (17 مايو 2023)، جاء العنوان التالي لأحد مقالاتي العلمية،: (فجر نهاية البشر على الأرض). وبتاريخ (10مايو) كان العنوان التالي: (آخر حضارات الإنسان على وجه الأرض). كنتيجة ظهر مَن قال بالتشاؤم الذي يلازم شخصي مع أي حديث عن مستقبل البيئة والمياه. هم لا يخرجون عن فئتين. الأولى أجد لهم العذر لعوامل منها حالة الجهل بالبحث العلمي ونتائجه ومعطياته. الثانية لم أجد لهم أي عذر. لأنهم يصنفون (علماء)، بشهادات عالية الشأن. علمهم الذي يدعون، لم يغيّر من جذور جهل عميق يسكن عقولهم، ويديرها بمفاهيم التنجيم والتنمر. يعززون بنهجهم هذا تخلفًا يتعمق في نفوسهم. يرونه عبادة. وظفوه منهجًا لحياتهم رغم كونهم علماء.
• وصل التشاؤم عند البعض مرحلة الخطر على المستقبل وفق مؤشرات هذيانهم غير العاقل. هذا يؤكد أن عقلهم العلمي مصاب بتلبّك تخمة مرض تشاؤم، لا يميز بين الطرح العلمي وحكايات التنجيم مع مطلع كل سنة ميلادية جديدة. لهذه الفئة أقول: ابتعدوا عن قراءة مقالاتي فكلها تشاؤم مضر لصحتكم النفسية. لا تقتربوا من منطقة الخطر حتى لا تتعرض حشوة عقولكم إلى انتكاسة ليس لها علاج. استدامة شحن عقولكم بطاقة التنجيم تعزز مسارات حياة منغلقة عمياء تعيشونها. وهذا شأنكم لا تنقلوه للآخرين.
• أمر التشاؤم -كما يبدو- ليس جهلًا عند هذه الفئة. هم علماء من حملة رخصة الدكتوراة. لكن السحب التراكمية لحياة التنجيم تغطي فضاء عقولهم. تفرض متاهات مرض التشاؤم. علماء يخضعون لعمى اعتقاد تنجيم، يقود توجهاتهم نحو تجهيل أنفسهم والناس. ليس لهم عطاء حتى في تخصصاتهم العلمية، إلا بما يخدم ترقياتهم ومصالحهم الشخصية، وقد يكون ذلك -أيضًا- بواسطة التسلق على أكتاف غيرهم.
• لدي شك في قدراتهم علميًّا. لأن ما يقولون به من تشاؤم يحوي جهلًا فاضحًا واضحًا. هذا يتنافى مع العلم الموجود في طبق العقل الذي يحملون. الأضداد تتنافر في العقل. كنتيجة لا بد أن يسيطر أحدها. فكر التنجيم هذا والمسيطر على حياتهم، يحجب عنهم نور قراءة تخصصات غيرهم. هؤلاء وصلوا مرحلة من تأسيس علم خاص يروّجونه ببلاهة. أستطيع وصفه باسم: التشاؤم الأعمى. علم فاقد البصر والبصيرة. سلاحهم التنمر. قراءتهم تنجيم، يغلفونها في نهاية المطاف بعبارتهم المشهورة: اتق الله. يرون الآخر خارج طريق منهج تفكيرهم المريض، ويتهمونه بالتّقول على الله.
• كاتبكم كباحث علمي لا يعترف بالتشاؤم. هناك حقائق تفرض قراءات بعيدًا عن مجال (تنجيم) يفرض التشاؤم والتفاؤل. هناك مؤشرات علمية لها قراءة محسوبة، ومحسوسة، ونتائج مستقبلية في ظل استمرارها. ويمكن للباحث العلمي توقع نتائجها. هذا أيها السادة ما أطرحه. وأعلم بأن المستقبل بيد الله. لماذا لا يطبقون حديث الرسول «صلى الله عليه وسلم»: لا تسرف ولو كنت على نهر جار. فهل نفهم التوجيه في الحديث بأنه (تشاؤم) في ظل توفر ماء النهر، وعدم توقف مداده من الماء؟.
• ما أطرحه لا يقوم على تنجيم يبث معتقدات التشاؤم والتفاؤل. قد يرى الفرد (غرابًا) ويقول بالتشاؤم طوال يومه، وهذا غير مبني على مؤشرات علمية توثق لهذا التشاؤم، وتجعله مقبولًا علميًا، وأيضًا دينيًّا. قرارهم هذا مبني على انطباع، قد يتغير في لحظة أخرى مع انطباع آخر على نفس الموضوع. وهكذا يجري حتى مع تفاؤل مدرسة التشاؤم الأعمى.
• بسبب إفلاسهم العلمي، هل يسعون لتعظيم شأنهم بنعت الآخرين بالتشاؤم؟ يعملون على إعادة تدوير أنفسهم أمام الناس بجهل (اتكالي)، واستنتاجات غيبية لا تخضع للعلم وتنبؤاته المستقبلية، رغم حملهم أعلى الدرجات العلمية. قذف نتائج التحليل العلمي وقراءاته واستنتاجاته بالتشاؤم، هو نتاج تأثير تنجيم مسيطر على عقولهم، ينافي معطيات العلم ومؤشراته. ويستمر الحديث بعنوان آخر.