كشف شركة عالمية متخصصة في إدارة العقارات والاستثمارات، عن وصول إجمالي المساحات المكتبية في جدة خلال الربع الأول من العام الحالي إلى نحو 1.2 مليون م2.
وتوقعت الشركة خلال جلسة نقاش في فعالية "مستقبل العمل" أن تدخل مساحات إضافية قدرها 61 ألف م2 إلى السوق خلال الفترة المتبقية من العام، مشيرة إلى أن مخزون مساحات البيع بالتجزئة في جدة ارتفع إلى 1.8 مليون م 2، فيما يتوقع إضافة 478 ألف م2 في 2023.
بيئة عمل ديناميكية
قالت: إن الأرقام تعكس الفرص المتاحة أمام الشركات التي تبحث عن مساحات العمل الحديثة والمبتكرة في جدة، إذ تدعم المدينة بيئة عملية ديناميكية، ويلجأ الموظفون فيها إلى مساحات العمل المشتركة والفنادق والمتاجر كبدائل للمكاتب.
وقال المدير الإقليمي للشركة، سعود السليماني خلال الفعالية: "العقارات التجارية اليوم تقف على مشارف تغيرات حاسمة، خاصة أن الاستراتيجيات المطبقة الآن وخلال السنوات القليلة المقبلة ستحدد طريق النجاح على المدى الطويل".
دعم إنتاجية الموظفين
وأضاف أن نماذج العمل الهجينة ستبقى عنصراً أساسياً في مشهد العمل وبينما لا تزال المكاتب من المقومات الأساسية لهذا النموذج، تكتسب مساحات العمل المشتركة ومنافذ التجزئة شعبية متزايدة انسجاماً مع رؤية 2030 التي تؤكد على ضرورة توفير بيئة مبتكرة ومريحة تدعم إنتاجية الموظفين وإبداعهم.
وأوضح أن مع ظهور المنازل الذكية والمساحات الخضراء المفتوحة، من المتوقع حدوث تحول كبير في أساليب العمل خلال السنوات المقبلة وسط توقعات بارتفاع الطلب على أماكن العمل المستدامة في المستقبل. ويتماشى تركيز السعودية على الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة مع هذا الاتجاه العالمي.
وقدمت المستشارة سوزان الأموي عرضاً حول تأثير ديناميكيات العمل المتغيرة، وكشفت فيه أن: 36٪ من الموظفين لا يعملون فقط من منازلهم، ولكن أيضاً من مواقع خارجية مثل مساحات العمل المشتركة والفنادق ومنافذ البيع بالتجزئة.
ارتفاع الإنفاق
ونوهت بارتفاع الإنفاق على الأطعمة والمشروبات، ومنتجات البقالة، والسلع المنزلية، وانخفاض الإنفاق على الملابس الرسمية.
وأشارت إلى أن الموظفين يلجؤون إللى قضاء المزيد من الوقت في العمل من الفنادق وأماكن الضيافة الأخرى مثل النوادي الشاطئية، ونوادي الجولف، والنوادي القائمة على العضوية.
وبينت أن مشهد العقارات التجارية العالمي، بات منصباً بشكل أكبر اليوم على المساحات المكتبية عالية الجودة وتحقيق متطلبات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
تنمية مستدامة
وأوضحت أن الشركات تعمل بشكل متزايد اليوم على بناء محافظ صديقة للبيئة تتوافق مع أولويات التنمية المستدامة للمملكة وتدعم رؤية 2030.
وأفادت بأن مع تنامي سمعة جدة كمركز للشركات الناشئة والشركات متعددة الجنسيات، وفرت فعالية "مستقبل العمل" في جدة منصة فريدة لاكتساب رؤى معمقة حول المشهد المتطور للعقارات والاستدامة وتجارب الموظفين مع طرح أفكار ومناقشات تلعب دوراً حاسماً في حفز الابتكار ودعم نجاح الأعمال.
واستعرضت الفعالية العديد من الرؤى حول الاتجاهات الناشئة لأماكن العمل وتأثيرها العميق على قطاع العقارات في السعودية.
وأتاحت الفعالية للمشاركين استكشاف التوجه المتنامي في تبني نماذج العمل المرنة، ودمج التقنيات المتقدمة لأماكن العمل، والأهمية المتزايدة للاستدامة في عقارات الشركات فيما أكدت على الدور الحاسم لخلق "تجارب موظفين" استثنائية ضمن المؤسسات وبيئات العمل.