قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة: إنه يطمح في تضاعف الربط الكهربائي الثنائي السعودي العراقي، ما كان ذلك ممكنا، مع السعي لتنفيذ مشاريع داخل العراق لتوفير الكهرباء مع الأخذ في الاعتبار القدرات المتوفرة لدى الشركات الموجودة في السعودية أو في كثير من دول مجلس التعاون كشركة مصدر.
جاء ذلك اليوم الخميس خلال كلمته في حفل بدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائي الخليجي، بين دول مجلس التعاون وجمهورية العراق، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وفي حضور وزراء الكهرباء بدول مجلس التعاون وجمهورية العراق والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
مبادئ الاتفاق
قال إن مشروع الربط الكهربائي السعودي العراقي المباشر يجرى حاليا تنفيذ مبادئ اتفاق الربط الموقع بين الجانبين، مشيرا إلى أن في شهر رمضان الماضي كان له لقاء مع المسؤولين في العراق حول المشروع.
ونوه بوجود متابعة للمشروع من الجانبين كان آخرها منذ أسبوعين في اجتماع اللجنة السعودية العراقية المشتركة.
1000 ميجاواط السعة الأولية
وأوضح أن المشروع يمتد من مدينة عرعر شمال السعودية إلى اليوسيفية غرب بغداد وتبلغ سعته الأولية 1000 ميجاواط وسيدعم المشروع بالإضافة إلى مشروع الربط الكهربائي مع هيئة الربط الخليجي الشبكة الكهربائية العراقية.
وقال سموه: اليوم نحتفل ببدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائي الخليجي بين شبكة الربط الخليجي وشبكة جنوب العراق بعد توقيع عقد تنفيذه على هامش قمة جدة للأمن والتنمية في يوليو الماضي.
تعزيز أواصر التعاون
وأضاف سموه أن المشروع يهدف إلى تعزيز أواصر التعاون بين مجلس التعاون والعراق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية بشكل أعم وأشمل.
ورفع سموه أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى قادة مجلس التعاون الخليجي والقيادة العراقية لمساندتهم المستمرة ودعمهم المتواصل للمشروع.
وقال سموه: إن ما يربطنا ليس أنابيب ولا خطوط كهرباء بل أوردة وعروق وأنساب بيننا وما يجمعنا أكبر وأشمل.
تعظيم الفوائد الاقتصادية
وأضاف أن الربط الكهربائي توجه يتبناه كثير من الدول ورأيناه في أوروبا وأماكن أخرى فيما نهتم بالربط الكهربائي لما يحققه من تعزيز أمن الشبكات المرتبطة واستقرارها وتعظيم الفوائد الاقتصادية وزيادة القدرة على إدماج مصادر الطاقة المتجددة ولما يسهم به من إيجاد سوق إقليمية ونطمح أن تكون يوما ما سوق دولية لتبادل الطاقة الكهربائية وتصنيعها.
وأشار إلى أن إنشاء شبكة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون كان حلما وأصبح حقيقة، فيما كان الربط مع العراق حلما وأصبح واقعا، موجها شكره لكل من تعاون معه في خروج المشروع إلى النور.
بادرة سعودية
ولفت إلى أن المبادرة للربط الكهربائي للخليجي كانت في الأساس من السعودية، إذ بدأت تمويل الربط الخليجي من الصندوق السعودي للتنمية الصناعية الذي بدأ بالتنفيذ مع كل من معهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومعهد الأبحاث العلمية الكويتية ومع بعض الاستشاريين العلميين، وبإشراف فريق عمل فني من الدول الأعضاء وما تبعه من دراسات تفصيلية أكدت المنافع التي من الممكن أن تجنيها الدول من الربط الكهربائي وأصبح حقيقة ملموسة في الصيف وكل صيف.
وأوضح أن المعنيين في القطاع يروون حجم الفائدة المتحققة من الربط الكهربائي الخليجي مع توفير إمكانية زيادة في الطاقة غير المستغلة لبعض الدول في توفير احتياجات قد تكون مؤقتة وقد تكون مستدامة نظرا لظروف الصيف.
وأفاد بأن وفقا للدراسات تم إعداد تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في قمة مسقط عام 1997، واليوم ترى دول مجلس التعاون الفوائد المتحققة منذ بدء تشغيله في عام 2009.
وأضاف أن المشروع يعزز قدرة العراق على تلبية احتياجات الاقتصاد العراقي من الكهرباء في السنوات المقبلة ويعزز أمن واستقرار الشبكات الكهربائية المرتبطة.