على شواطئ جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، يمتد ذلك الخط الأخضر المذهل الذي تشكله غابات المانجروف، والتي تعتبر موطنًا لعدد كبير ومتنوع من الأحياء البحرية والقشريات الطيور المهاجرة.
وحسب "واس" يواصل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر جهوده في زراعة المانجروف أو القرم، لأهميته البارزة في تعزيز التنوع الحيوي في المناطق الساحلية على البحر الأحمر والخليج العربي.
فوائد عديدة لأشجار غابات المانجروف
أوضح الدكتور صالح الزمانان، مدير إداراة غابات المانجروف بالـ"الغطاء النباتي"، مدى أهمية وفوائد أشجار المانجروف، التي تتلخص في كونها موطن لأنواع كثيرة من الأحياء البحرية ومآوى للطيور المهاجرة.
كما أنها تقلل التلوث الجوي عن طريق امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ تعتبر الأعلى كفاءة في تخزين الكربون مقارنة ببقية الغابات.
إضافة إلى تعزيز الثروة السمكية مما ينعكس بشكل إيجابي على دعم الاقتصاد للمجتمعات الساحلية، وتحمي الشواطئ من التآكل والنحر.
وتزيد غابات المانجروف، نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي، كما تحمي الشواطي من التأكل، وفوق كل ذلك فهي من النباتات "العاسلة"، لإنتاج عسل المانجروف المميز.
عسل فريد
بدأ "الغطاء النباتي" بإصدار التراخيص للنحالين لإنتاج عسل المانجروف، وهو أحد أنواع العسل الجديدة التي ستنتشر في الأسواق السعودية قريبًا.
تمتص أشجار المانجروف الماء المالح من التربة، ويتركز الملح في الجذور والأوراق فقط، فيبقى رحيق الأزهار نقيًا، ويبقى العسل حلو المذاق.
الغطاء النباتي: خبراء دوليين يشاركون في اليوم الدولي لصون #غابات_المانجروف https://t.co/wWa1209eJG
#صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم pic.twitter.com/NuYJ6S9eev— صحيفة اليوم (@alyaum) July 25, 2022
يعتبر عسل المانجروف من أندر أنواع العسل، إذا لا يمكن إنتاجه إلا بأماكن محددة بالعالم.
وتختلف بيئة نمو أشجار المانجروف عن غيرها من الأنواع الأخرى، فهي ترتوي بمياه البحر، وستمتد غذائها من بقايا الأسماك الصغيرة والكائنات البحرية التي تنمو أسفلها.
لا تحتاح أشجار المانجروف إلى المبيدات أو التدخل البشري للنمو، فتنمو في بيئة مثالية تنعكس بشكل ملحوظ على جودة العسل الذي تنتجه.
تنمية البيئة البحرية
تعتبر أشجار المانجروف حجر أساس في تنمية البيئة البحرية، لما يؤديه من دور بارز لازدهار الحياة فيها، فضلاً عن دوره في تخزين الكربون من الجو وحفظه في أعماق التربة لعشرات السنين.
ولها دور مهم في تعزيز التنوع الحيوي في المناطق الساحلية على البحر الأحمر والخليج العربي.
ويبذل "الغطاء النباتي" جهودًا كبيرة للمحافظة على هذه الغابات وإنمائها من خلال الزيارات الميدانية، لمعرفة حالة الغطاء النباتي لها، وتحديد مواقع التدهور وأسبابه للحد منها.
إلى جانب تحديد المواقع الكثيفة للغطاء النباتي للاستفادة منها كبنك للبذور لاستخدامها في إنتاج شتلات، وإعادة تأهيل غابات المانجروف.