"عبقري يطمح إلى أن يكون القاتل المثالي" هكذا وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، إف بي آي، المجرم الذي أرّق الشرطة الأمريكية، تيد كازينسكي بجرائمه الدقيقة التي استحال اكتشافها على مدار عقود.
ومن منزله المنعزل في جبال مونتانا صنع كازينسكي العديد من القنابل، التي استخدمت في تفجيرات وعمليات إجرامية بالولايات المتحدة، على مدى عقدين كاملين من الزمان.
وبعد رحلات من المطاردة الطويلة المجهدة والتي صرفت فيها مبالغ طائلة، استطاع الـFBI الإمساك به أخيرًا والزج به في السجن ليقضي به ما تبقى من حياته.
جرائم تيد كازينسكي
في عام 1978 انفجرت قنبلة محلية الصنع في إحدى جامعات ولاية شيكاغو الأمريكية، لم تخلف قتلى، ولم تتوصل التحقيقات إلى صانعها.
وخلال الـ17 سنة التالية لهذا التفجير الأول صنع، تيد كازينسكي العديد من القنابل الأكثر تطورًا، والتي استخدمت في سلسلة من العمليات الإجرامية بشكل متزايد، وخلفت انفجاراتها 3 قتلى أمريكيين وأصابت 20 آخرين.
وخلال سنوات حريته وتخطيطه الإجرامي تلك، زرع كازينسكي الذعر في قلوب الأمريكيين، وأظهر عجز جهات التحقيق، حتى أنه هدد بتفجير طائرات أثناء رحلاتها الجوية.
مجرم عبقري
استعان تيد كازينسكي بعقله اللامع في تخطيطه الإجرامي، فهو عالم الرياضيات الذي تعلم في جامعة هارفارد وأثقل موهبته بالتعلم الواسع ما بعد الجامعة، حسب ما تذكر "أسوشيتد برس".
وخلال سنوات إجرامه لم يترك تيد كازينسكي أي دليل في قنابله التي صنعها يمكن جهات التحقيق من التوصل لهويته.
حتى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي شكل فرقة تحقيقات خاصة كي تتتبعه عام 1979، تضمنت أكثر من 150 محققًا ومحللًا يعملون بدوام كامل فقط لحل تلك القضية والتوصل لصانع القنابل.
وخلال 16 سنة من التحقيقات المكثفة لم يستطع المكتب التوصل لشيء، ولم يعرفوا صانع القنابل، الذي برع في إخفاء آثار جرائمه، حتى عام 1995.
اكتشاف صانع القنابل
في عام 1995 قرر المجرم العبقري التجرؤ بمكايدة مكتب التحقيقات الفيدرالية، حين أرسل لهم مقالًا كتبه يشرح لهم فيه دوافع أعماله وآرائه في المجتمع الذي يراه فظيعًا.
تلقى المكتب المقال، ليقرر نشره في الصحف مع مطالبة القارئين بالإدلال على الأشخاص الذين يعرفوهم ولهم ذات التوجه الذي يتضح في المقال.
وبالفعل كان اسم تيد كازينسكي بين الورادين إلى FBI بعد نشر المقال، بعد أن أبلغ شقيقه عنه، ليتم في النهاية اعتقاله بعد عام من نشر المقال.
وفي عام 1998 أقر كاتشينسكي بجرائمه، ليحكم عليه بالسجن في زنزانة معزولة في معتقل "سوبرماكس" في كولورادو، وبقي فيه حتى وفاته السبت الموافق 10 يونيو 2023 مختتمًا فصلًا من استخدام العبقرية في الإجرام.
