الهشاشة النفسية أصبحت تظهر بشكلٍ متزايد في عصرنا الحالي، ونتيجة تكاثرها لا سيما أنها زيادة جهل البعض في مدى تأثير البيئة المحاطة على تكوين شخصية الفرد، ومدى قابليته في تلقي الأزمات النفسية التي يتعرض إليها وثقته في ذاته، ومن مسببات تزايد هذه الظاهرة أيضًا هو ناتج جزء من المجتمع الذي ينخرط فيه الإنسان، والتي تتسبب في الضعف النفسي وزيادة تأثر الكثير من الأشخاص، وقلة الوعي في كيفية التعامل مع مشاعر القلق والحزن ومواجهة تحديات والصراعات النفسية تجعل الكثير من الأشخاص لديه تردد في زيارة المختص النفسي، نتيجة لقلة هذا الوعي والثقافة فيما يتعلق في الأمور النفسية، وأيضًا التخوف من ردة فعل المجتمع الذي يعيش به، وهذا أدى إلى المشاكل النفسية وسرعة الاستجابة للأمراض النفسية وقابلية الإنسان في اكتسابها.
الهشاشة النفسية هي حالة من الضعف النفسي وقد يتسبب في إهماله أن يكون ألم جسدي ولا يقتصر فقط على الألم النفسي، وهذا الضعف أو ربما رقّة وهشاشة المشاعر تعتري الأفراد عند أي أمر يمرون به، فعندما يتلقون أي مشكلة يستسلمون بشكلٍ كامل لها ويستجيبون إليها أكثر من الأشخاص الآخرين، وليس لديهم الثقافة للمبادرة إلى حل بسبب الضغط الذي يتعرضون إليه من المشاكل النفسية، والتي تسيطر عليهم من حين إلى آخر ويقف حاجزًا بينهم وبين أعمالهم اليومية، ويصبح لديهم قلة إنتاجية وإحباط في أمور حياتهم، ولا يملكون النظرة الإيجابية، بل يواجهون التحديات بتشاؤم وأسى وكأنها نهاية العالم، وعلى العكس عندما يقوم الشخص بمخالطة بيئة صحيّة ولديها الوعي التام في كيفية مُعالجة هؤلاء الأشخاص، ومساعدتهم بعد الله ودعمهم النفسي في انتشالهم من هذه الاضطرابات، ويعززون بهم الثقة في الذات التي كما نعلم أنها من مسببات الهشاشة النفسية، وتخلق شعورا داخليا أنه لا يمكن أن يواجه أمور حياته وأنه ليس قادرًا على ذلك ويرى الأمور محطمة.
بل علينا أن نساهم في توعية هؤلاء الأشخاص الذين مروا بهذا الاضطراب النفسي، ومساعدتهم في تطوير ذاتهم وتوعيتهم، ونزيد الثقافة في مجتمعنا حول التطبيقات التي تساعد بعد الله في تخطي الأزمات النفسية، وأرى أن تكثيف هذه المواضيع والتوعية عند فئة المراهقين أمر مهم، لأن هذه الهشاشة النفسية والأزمات تكثر عند هؤلاء الفئة من المجتمع، وعلى كل فرد في المجتمع أن يساهم في زيادة محصول الثقافة النفسية، وأن نعيرها اهتماما ومساعدتهم في تلقي هذه المشاكل بطريقة إيجابية للخوض في التحديات والقدرة على مواجهتها بإذن الله.