كشف تقرير اقتصادي عن ارتفاع ملحوظ لصادرات السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام الماضي فيما بلغ إجمالي قيمة التجارة بين البلدين 130 مليار ريال، مسجلا زيادة بنسبة 39 % عن عام 2021.
وأرجع التقرير زيادة التجارة بين البلدين بفضل صادرات النفط السعودية، والصادرات غير النفطية التي سجلت رقما قياسيا في العام الماضي.
10.1 مليار ريال صادرات غير نفطية
أشار التقرير إلى أن الصادرات السعودية غير النفطية إلى الولايات المتحدة بلغت 10.1 مليار ريال، بنمو 10 % عن عام 2021، ويعد هذا أعلى مستوى سنوي للصادرات غير النفطية من السعودية إلى الولايات المتحدة في سنوات متتالية.
ويُظهر التوسع في الصادرات غير النفطية جهود المملكة في تنويع ملف صادراتها مما أسهم في تنويع محفظة الصادرات السعودية المتعددة، مع التركيز على المعادن والصناعات التحويلية. علاوة على ذلك، لا تزال الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر للسلع التي تُصدَّر إلى المملكة العربية السعودية.
84 % زيادة في صادرات النفط
وفيما يتعلق بصادرات النفط، شهدت المملكة العربية السعودية زيادة ملحوظة بنسبة 84% في صادراتها إلى الولايات المتحدة، إذ بلغت 77.9 مليار ريال.
وأرجع التقرير الارتفاع في صادرات النفط إلى إيقاف واردات النفط من روسيا، والطلب المتزايد على النفط من قطاعي النقل والصناعة في الولايات المتحدة.
وأدَّى هذا الارتفاع في إنتاج النفط من 9.1 مليون برميل يوميًّا في عام 2021 إلى 10.5 مليون برميل يوميًّا في عام 2022 إلى تلبية الطلب الأمريكي المتزايد على النفط خلال تلك الفترة.
إيرادات قياسية وفائض بالميزانية
وأسهم الارتفاع في صادرات النفط في تحقيق إيرادات قياسية للسعودية وهي الأعلى على الإطلاق في عام 2022، إذ بلغت 1.2 تريليون ريال، مما أدى إلى تحقيق فائض في الميزانية بلغ 104 مليارات ريال.
ووفقا لتقرير تميزت صادرات السعودية غير النفطية إلى الولايات المتحدة بنمو كبير في مختلف القطاعات؛ إذ تصدَّرت الأسمدةُ بوصفها أكبر الصادرات غير النفطية، وبلغت قيمتها 3 مليارات ريال، بنمو قدره 18% سنويًّا.
وشهدت المواد الكيميائية العضوية والمعادن نموًّا كبيرًا؛ إذ بلغت صادراتها إلى الولايات المتحدة 2.4 مليار ريال و1.9 مليار ريال على التوالي.
وتصدَّر معدن الألومنيوم كأكثر المعادن المُصدَّرة بقيمة 888 مليون ريال بالإضافة إلى ذلك، بلغت قيمة صادرات المملكة من الكلنكر الأسمنتي إلى الولايات المتحدة 90 مليون ريال التي تمثِّل حصة كبيرة من إجمالي صادرات المملكة من الكلنكر عالميًّا البالغة 8.94 ملايين طن في عام 2022.
وبرزت لويزيانا وتكساس ونورث كارولينا كثلاث ولايات امريكية رائدة في استيراد مواد غير نفطية من المملكة العربية السعودية في عام 2022.
واستوردت ولاية لويزيانا بضائع بقيمة 2.7 مليار ريال، وشكلت الأسمدة غالبية الواردات، تلتها ولاية تكساس واستوردت بضائع بقيمة 1.4 مليار ريال من المملكة معظمها من الحديد والصلب.
وكانت ولاية كارولينا الشمالية ثالث أكبر مستورد للبضائع السعودية، إذ بلغت قيمة الواردات 997 مليون ريال، جلها مواد كيميائية عضوية.
وصدَّرت الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من السلع إلى المملكة العربية السعودية، و منها المنتجات الكهربائية والميكانيكية والصناعية والزراعية والصيدلانية.
السيارات في صدارة الواردات إلى السعودية
وجاءت السيارات بوصفها أكبر الصادرات من الولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية؛ إذ بلغت قيمتها 8 مليارات ريال، بزيادة قدرها 12% في عام 2022.
ووفقا لتقرير مجلس الأعمال السعودي الأمريكي، جاءت المواد المتعلقة بالمفاعلات النووية والغلايات والآلات والمكونات المرتبطة بها في المرتبة الثانية كأكبر فئة صادرات بقيمة 6.7 مليار ريال، فيما جاءت صادرات مثل الطائرات والآلات الكهربائية والمنتجات الكيميائية المختلفة كأبرز فئات الصادرات.
وقال مدير الأبحاث الاقتصادية في مجلس الأعمال السعودي الأمريكي البراء الوزير: "تشير العلاقة التجارية المتزايدة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة إلى الروابط الاقتصادية القوية والمنافع المتبادلة التي تتقاسمها البلدان".
وأضاف: "يعكس التوسع في صادرات السعودية غير النفطية إلى الولايات المتحدة -إلى جانب الزيادة في صادرات النفط - الجهود الناجحة لكلا البلدين في تنويع محافظهما التجارية والاستفادة من نقاط القوة لكل منهما؛ حيث تعزِّز هذه الزيادة في التجارة الثنائية الشراكة الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وتسهم في خلق فرص العمل والتنمية الاقتصادية والازدهار في كلا البلدين".