أبحث خلال الإجازة الصيفية عن مدربين للخط لأولادي، فمن رأى حال طلاب الثانوية والجامعة يجد أنه لا بد من الاهتمام بالإملاء والخط، فحسن الخط وصحة المكتوب مهارة ونحن في زمن المهارات.
بالإضافة إلى أن حسن الخط ينمّي الثقة بالنفس، وهو مهم في التعلم، حيث يعين الطالب على كتابة ما ذاكره، ويبعث في نفس القارئ مشاعر الارتياح النفسي عند قراءة النص المكتوب بخط جميل، وبالتالي فهو مهم عند التقديم على الوظائف، كما أن الخط ينمّي الذوق، ويرفع مستوى رهافة الحس، ويربي على الترتيب والتنظيم ودقة الملاحظة والصبر، ويعزز مشاعر الاعتزاز والفخر باللغة وبالتالي القيم التي تمثّلها.
قرأت خبراً هذا الأسبوع من السويد، حيث أعلنت وزيرة التربية السويدية لوتا إيدهولم ووزيرة الثقافة باريسا ليليستراند، عن خطة للعودة إلى استعمال الورق والكتب الورقية بدلاً من الشاشات الرقمية، وبررتا سبب هذه العودة بأن مستوى الطلاب في السويد أصبح ضعيفا في مهارات القراءة والكتابة، والسبب هو اعتماد أجهزة اللابتوب والأجهزة اللوحية كأداة تعليمية أساسية بدلاً من الكتب والدفاتر الورقية، لذلك أعلنت الوزيرتان ضعف مهارات القراءة والكتابة للطلاب في السويد، حيث أظهرت أرقام أخيرة تراجع مهارات الطلاب السويديين في القراءة، ومخاطر الأمر على مستقبل الطلاب أنفسهم وعلى مستقبل السويد، وأكدت الوزيرتان بحسب «المركز السويدي للمعلومات» أهمية القراءة والكتابة كأساس في النظام التعليمي، وفي المعرفة، وأشارتا إلى سياسة حكومية جديدة لمواجهة هذه الأزمة من خلال العودة للكتب الورقية، واستخدام الطلاب في المدارس للدفاتر الورقية والأقلام ووضع حد لسياسة التحول الرقمي بميزانية تصل إلى 685 مليون كرون سويدي.
أتمنى أن نعيد النظر نحن أيضاً في السير السريع وراء التقنية ونحن الذين نمتلك لغة عظيمة خالدة، وطلابا يتمتعون بحمد الله بمستوى ذكاء عال، ونحرص على تكثيف تدريس مقررات الإملاء والخط في مدارسنا، وندرّب من خلال العمادات المختصة كعمادة شؤون الطلاب في جامعاتنا، وكذلك أقسام اللغة العربية، فالأمر مهم وحيوي.
لقد قيل: الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً، وروي عن الفاروق عمر بن الخطاب «رضي الله عنه»: شر الكتابة الْمَشْقُ، وشر القراءة الْهَذْرَمَةُ، وأجود الخط أبينه.
وللإمام علي بن أبي طالب «رضي الله عنه»: الخط علامة، فكلما كان أبين كان أحسن.
@shlash2020