- تحت مبرر ما ينادي به القوم زورا وبهتانا من مزاعم حقوق الإنسان وصون الحرية الشخصية فقد طالعتنا هذه الأيام بعض المواقع الإخبارية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي بمنظرٍ أقل ما يقال عنه أنه عملٌ استفزازيٌ ومقزِّز يحدث لأول مرةٍ بهذا الشكل الفاضح والواضح وذلك ما تم في نيويورك من رفِعَ لراياتٍ تشير إلى الشذوذ الجنسي وتدعو جهارا إلى الانحلال الأخلاقي.
- ورفع رايات الشذوذ يرتبط ارتباطا وثيقا بمعلومات مؤكدةٍ لا أخالها تغيب عن وعي واطلاع المتابع الحصيف حيث تشير تلك المعلومات التي سبق أن أعدَّها أكاديميون من خلال أبحاثهم العلمية المستمدَّة من واقع قوانين وأنظمةٍ غريبةٍ سبق إقرارها في نظام تلك المنظمات والهيئات الدولية.
- نعم... الأمر ليس بالجديد، فبعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها قامت الدول العظمى التي استأثرت ولا تزال تستأثر بالتحكُّم بالقرار، قامت بسنِّ قوانين تحمل في ظاهرها حماية حقوق البشر بزعم ألا يكونوا وقودا لحروبٍ كونيّةٍ جديدةٍ كالحربين العالميتين الأولى والثانية، بينما الحقيقة أن بعض تلك القوانين قد وضعت لتحقيق عكس ذلك تماما، ومطلبها غير المعلن هو تفكيك المجتمعات واجتثاث مفهوم الأسرة وإلغاء التعايش القائم على المُثُل والقيم التي تتماشى مع الفطرة السوية التي من أجلها استخلف الله البشر في الأرض ليعمروها ويؤدُّوا ما خُلِقوا من أجله بحكمة ومشيئة الخالق سبحانه وليس بمشيئة «القوانين الوضعية».
- فبعض الدول التي تدعي الحضارة والمدنيَّة بينما تضرب بالقيم والعلاقات الاجتماعية السويَّة عرض الحائط وتخصص من ميزانياتها الأموال الطائلة لتسويغ العلاقات المحرّمة بين الجنسين بلا قيدٍ ولا شرطٍ وتتعهد بالرعاية والعناية بما ينتج عن تلك العلاقات المحرَّمة، بل لقد أوجدت لذلك جمعيات بحيث يتعهد القائمون على تلك الجمعيات باستلام الأطفال الذين يتم إنجابهم سفاحا نتيجةً للعلاقات الجنسية المحرّمة، وما على الأم بدلا من أن تلقي بوليدها في الحاويات إلاّ أن تبحث عن أقرب جمعيةٍ لديها تلك الصناديق وتسلمه إليها.
- والنتيجة الحتمية التي لا يشكّ فيها عاقلٌ أن هذا التوجه غايته خلق المجتمعات المنحلّة تحت مبررات تحقيق الحريات وبلا أدنى ريبٍ فإن الهدف أن يعيش سكان هذا الكوكب في عالم بهيمي وفي مجتمعات منفلتة اجتماعيا وأخلاقيا تعيش وتقتات كالأنعام بلا قيم وبلا ضوابط، تختلط فيها الأنساب بحيث لا يعرف الولد أباه ممَّا يؤدي إلى امتهان كرامة بني آدم عكس الفطرة.