كشفت دراسة بحثية، أن استخدام مترو الرياض يمكن أن يؤدي إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة 13 % في السعودية، مشيرة إلى أن مستوى الانخفاض يختلف وفقا لدرجة سهولة الوصول إلى محطات المترو.
وأوضحت الدراسة الصادرة عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" أن في ظل الكثافة الحضرية المرتفعة وارتفاع تكلفة التنقل بالسيارات يمكن لمبادرة منظومة النقل الجماعي وخطة التنمية الموجهة نحو استخدام وسائل النقل العام بهدف خفض استهلاك الطاقة وانبعاثات الغازات الدفيئة خفض الطلب على الوقود.
278 مليون طن خفضا للانبعاثات
أشارت الدراسة إلى أن السعودية تعتزم تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار 278 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويا بحلول 2030.
وأوضحت الدراسة أن النقل من القطاعات التي تتسب في ارتفاع الطلب على الطاقة فيما أسهم قطاع النقل في السعودية بنحو 22 % من إجمالي انبعاثات المنطقة في 2019.
وأضافت ان ارتفاع الانبعاثات في دول الخليج تزداد بمعدلات أعلى من نظيراتها على مستوى العالم ما بين 2005-2019 فيما ارتفع في السعودية بنسبة 77 % مشيرا إلى أن في السنوات الأخيرة تباطؤ المنحنى التصاعدي للانبعاثات في السعودية نتيجة للجهودة المبذولة في وضع أنظمة للنقل تقوم على كفاءة الطاقة منذ عقد اتفاقية باريس 2015.
مشاريع مماثلة في جدة والدمام
وبحسب الدراسة تعكف السعودية على إنشاء شبكة للمترو تغطي مدينة الرياض فيما تعتزم إنشاء مشاريع مماثلة في جدة والدمام إلى جانب تطوير كفاة الطاقة.
وأشارت الدراسة إلى أن معدل استهلاك الفرد للطاقة حال استخدام المركبات يزيد بعشرة أضعاف عما هو عليه عند استخدام وسائل النقل العام في مدن السويد وبعض مدن أوروبا ويرتفع إلى 55 ضعفا في بعض مدن أمريكا.
ووفقا لبيانات المركز السعودي لكفاءة الطاقة بلغت حصة قطاع النقل السعودي خلال عام 2017 نحو 21 % من إجمالي استهلاك المملكة من الطاقة الذي يعتمد بصفة أساسية على الوقود الأحفورى.
وبحسب الدراسة فإن من المتوقع أن يرتفع عدد السيارات في السعودية إلى 26 مليونا بحلول 2030 مما يعني أن الاستهلاك اليومي من البنزين والديزل سيبلغ نحو 1.86 مليون برميل لذا يجرى حاليا إنشاء شبكة مترو الرياض بوصفها أول مبادرة كبرى للحد من الانبعاثات وأشكال تغير المناخ المرتبطة بوسائل النقل.
وتوقعت الدراسة أن يسهم المشروع في خفض استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون، فيما تسهم المبادرة في خفض عدد رحلات السيارات بمقدار ربع مليون رحلة يوميا.
خطوط حافلات
وتنشئ مدينة الرياض شبكة للحافلات تضم خطوط حافلات النقل السريع وحافلات تغذية المناطق السكنية وحافلات تغذية التجمعات السكانية الأكبر في عدد من المسارات ومن ثم إدخال تغييرات واضحة على السياق الحضري من خلال التنمية الموجهة نحو استخدام وسائل النقل العام.
ووضعت الدراسة منهجية لتقييم التغير في الطلب على الطاقة في ظل تطبيق مبادرة النقل العام وخطط التنمية الموجهة نحو استخدام وسائل النقل العام في مجال نقل الركاب في مدينة الرياض.
منهجية وإطار تحليلي
وتسنتد المنهجية إلى الجمع بين نموذج الخطوات الأربع لحركة المرور ونموذج منفصل لاختيار وسائل النقل.
ويعتمد المبدأ الذي يرتكز عليه الإطار التحليلي للطلب على طاقة النقل الحضري في الرياض على استخلاص توزيع الرحلات بناء على العوامل الديموجرافية وخصائص الرحلات واختيارات وسائل النقل ثم إدخال عوامل إضافية أو احتمالات أخرى مستخلصة من نماذج منفصلة إضافية.