في مثل هذا اليوم من 14 يونيو من كل عام، تحتفي البلدان بأنحاء العالم كافّة باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، عرفانًا وشكرًا للمتبرّعين طوعاً من دون مقابل لقاء دمهم الممنوح هديةً لإنقاذ الأرواح.
عملية نقل الدم تساعد على إنقاذ ملايين الأرواح سنوياً، وبإمكانها أن تطيل أعمار المرضى المصابين بحالات مرضية تهدّد حياتهم وتمتّعهم بنوعية حياة أفضل، غير إنها تعود بالنفع أيضًا على المتبرع ذاته، فكيف ذلك؟
استشاري علم أمراض الدم في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د. حنان الدعيلج، تؤكد ضرورة تبرع الشخص بدمه كل 3 أشهر، لما لها من فوائد، أهمها تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء والتقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية.
ومن فوائد التبرع، زيادة نشاط نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة من كريات حمراء وبيضاء وصفائح دموية، وتقليل نسبة الحديد بالدم، لأنه يعتبر أحد أسباب الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، بحسب ما ذكرت الاختصاصية في علم الوراثة يارا العسالي.
"العسالي" أكدت في تصريحها لـ"اليوم"، أن بعض الدراسات العلمية أثبتت أن التبرع مرة واحدة على الأقل كل سنة، يجعل صاحبه أقل عرضة للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم.
ما يجب مراعاته عند التبرع
وعدّدت د. حنان الدعيلج في تصريحها لـ"اليوم"، الأمور الواجب مراعاتها قبل التبرع على النحو التالي:
- أن يكون عمر المتبرع من 18 لـ65 عامًا.
- ألا يقل وزن المتبرع عن 50 كليوجرامًا.
- أن يكون مستوى الهيموجلوبين في الدم طبيعيًا لعمر المتبرع وجنسه.
- ألا يكون هناك موانع صحية للتبرع، وكذلك أن يجتاز الفحص السريري.
فحص دم المتبرع
اختصاصية علم أمراض الدم والأمصال حنان صالح الغامدي تؤكد أنه يجري فحص دم المتبرع، للتأكد من عدم وجود أي أمراض معدية مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي بأنواعه وغيرها، وهو ما يعد فرصة لاكتشاف أي مشاكل صحية قد يعاني منها المتبرع ولا يعرف عنها.
وتقول لـ"اليوم" إن التبرع يحفز جسم الشخص على إنتاج خلايا دم جديدة لاستبدال الخلايا التي فقدها، وبالتالي يساعد في تحسين صحة الجهاز الدموي وتقوية جهاز المناعة.
تبرع وكن سخيا
"تبرع بالدم والبلازما وكن سخيا في مشاركة الحياة".. شعار ترفعه الجمعية السعودية لطب وخدمات نقل الدم احتفاءً باليوم العالمي، إذ أعربت رئيس مجلس إدارة الجمعية د. سلوى إبراهيم هنداوي عن شكرها وتقديرها للمتبرعين.
ولفتت إلى أهمية التبرع بالدم لإنقاذ حياة المرضى المحتاجين للدم كمرضى التلاسيميا المحتاجين إلى نقل الدم بانتظام كل 3-4 أسابيع طيلة حياتهم، كعلاج أساسي لاستمرار الحياة، وأيضا مرضى النزيف وسرطان الدم والحوادث وغيرهم.
عطاء إنساني
وقالت استشاري أمراض الدم، عضو هيئه التدريس في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. لولوة سعد الراجح: " تعد خدمات الإمداد بالدم التي تتيح للمرضى الحصول على الدم ومنتجاته الآمنة من العناصر الرئيسية لأي نظام صحي فعال.
وأشارت إلى أن هناك حاجة إلى التبرع الكافي بالدم بانتظام لضمان بقاء الدم متاحاً في كل مكان وزمان، ولا تقتصر أهمية التبرع بالدم على إنقاذ حياة الآلاف من الأشخاص، بل تتمثل أيضا في تحسين جودة حياة العديد من الأشخاص المصابين بأمراض مختلفة ومساعدتهم على محاربه هذه الأمراض، والتبرع بالدم دون مقابل عطاء إنساني يسهم في إقامة الروابط الاجتماعية وتعزيز وحدة المجتمع لإنه يصدر من كرام وعظماء النفوس، فليس بالضرورة أن تكون طبيبا لتنقذ حياة الآخرين، ولكن تبرعك بالدم قد يحقق الكثير في هذا المضمار.
الاطمئنان على صحة المتبرع
وقال استشاري وأستاذ علم أمراض الدم وطب نقل الدم المساعد بجامعة حائل د. حسام قنش: التبرع بالدم فيه أحياء للبشرية ويساعد الناس المحتاجين للدم في المجتمع، فالمتبرعون بشكل منتظم يحافظون على استقرار إمدادات الدم في المجتمع لأن هناك حاجة إلى الدم كل يوم من أيام السنة، والتبرع بالدم مهم جداً للمستقبل المحتاج لهذا الدم،
وأكد أن المتبرع يستطيع أن يطمئن على صحته بعد التبرع لأن هناك اختبارات معملية دقيقة يخضع لها دم المتبرع من ضمنها فحص شامل لأهم الأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي بأنواعه والزهري وغيرها، وأيضاً ينتج التبرع عن إنتاج خلايا دم جديدة لها إمكانيات وظيفية أفضل للمتبرع، كما أثبتت الدراسات أن التبرع بالدم يقلل الإصابة بأمراض القلب عند المتبرع.
