التزوير العميق (Deepfake) هو تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد صور ومقاطع فيديو مفبركة بدقة عالية، وتبدو واقعية لدرجة أنها يصعب التفريق بينها وبين الواقع. وقد أصبحت هذه التقنية مشكلة عالمية، حيث يمكن استخدامها في إيذاء الأفراد وتضليل الرأي العام...!
حادثتان منفصلتان في الأيام الماضية أصبحتا حديث المجالس الواقعية ومواقع التواصل الاجتماعي افتراضيًّا، القاسم المشترك بينهما استخدام آليات التزوير العميق، ورغم أن حادثة القرش المصري المفترس حقيقية، لكن تبعاتها التسويقية وتأثيرها الإعلامي مزيف، ورغم أن الفيديو الذي يظهر أجسادًا متحركة على أنها مخلوقات فضائية في إحدى الولايات الأمريكية، يمثل إحدى تقنيات التزوير العميق، إلا أن الحادثتين استخدمتا بخبث لتمرير رسائل مضللة ومخادعة تستهدف عقولنا، الرسائل المضللة أرسلتها دول وأفراد لترسيخ قناعات غير حقيقية، لتصبح مع الزمن والتكرار حقائق راسخة يستهلكها عامة الناس على أنها أحداث حقيقية...
في الآونة الأخيرة، شهدنا العديد من الحالات التي تضررت فيها السمعة والصورة الحقيقية للأشخاص والمؤسسات بسبب التزوير العميق. ويرجع ذلك إلى أن التقنية التي تستخدم في هذا النوع من التزوير تتطور بشكل مستمر، مما يجعل الصور والفيديوهات المزيفة تبدو واقعية بشكل لا يمكن تمييزها عن الصور الحقيقية.
ومن أبرز أمثلة التزوير العميق، الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية، والذي يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يرقص مع شخصيات مشهورة، والذي تبين فيما بعد أنه فيديو مزيف بالكامل.
وفيديو الرياضي الكندي سيدني كروسبي الذي كان يبدو فيه وكأنه يحمل رأسًا بدلاً من الكرة، وفي عام 2021 تم إنشاء فيديو للممثل الأمريكي توم هانكس يتحدث فيه عن انتهاء العالم، وهو فيديو مخادع الغرض منه الترويج لعمل سينمائي قادم..
وتنتشر تقنية التزوير العميق بشكل كبير في الأوساط السياسية، حيث يمكن استخدامها لتشويه صورة الخصوم والمعارضين، أو لتزوير تصريحات وكلمات للشخصيات السياسية البارزة، وهو ما يؤدي إلى نشر الأكاذيب والتسبب في الفوضى والاضطرابات الاجتماعية.
ومن المهم العمل على مواجهة هذه الظاهرة المدمرة، من خلال تشديد الرقابة على الإعلام والتأكد من صحة المعلومات المنشورة عليه، بالإضافة إلى توعية الجمهور حول خطورة الاعتماد على الأخبار والصور والفيديوهات التي لا تتمتع بالمصداقية، وتحفيز الإعلاميين والفنانين على الالتزام بأخلاقيات المهنة، وتجنب استخدام التزوير العميق في أعمالهم.